متى يكون الفنّ رسالة

mainThumb

01-03-2025 01:07 AM

كي نجيب على هذا السؤال نطرحُ سؤالا آخر وهو: هل الفنّ رسالة؟!
يرى كثيرون أنّ الفن رسالة إنسانية عظيمة، وأنّ الفنّانين بكلّ مستوياتهم عليهم حمل هذه الرسالة وإيصالها إلى المُجتمع بكلّ فئاته ليحصل التغيير المنشود الذي يبحثه عن المجتمع، فالفنّان الإنسانيّ الحقيقي هو الذي يجسّد أحزان وأفراح ومعاناة وتطلّعات الناس، ويُجسدها ليسعدَ ويغيّر، فلا قيمة للفنّ إنْ لم يُشرْ إلى قضايا المجتمع ويضع إصبعه على ما يحتاج منها إلى تغيير، ولا قيمة له إن لم ينقد ما في المجتمع من عيوب وأخطاء، فالفن الذي يسير في ركب التزمير والتطبيل ويتجاهل قضايا المجتمع ليس فنًّا وإنما هو تهريج وتدليس وطمس للحقائق.
يقول أحد النقّاد:" الفنان الحقّ هو ضمير أمته الحي الذي يُغني حريتها وينشد عزتها".
وبناء على هذا التعريف نستطيع الإجابة على سؤال: متى يكون الفنّ رسالة؟
يكون الفنّ رسالة حين يُساعد ويساهم في نيل الشعوب لحريّتها في التعبير والاختيار، وعندما يتحدّث عن القيم النبيلة العظيمة التي تؤدّي إلى صلاح المجتمع وتطوّره، وحين يبتعد عن الإسفاف وعن الهبوط والرذيلة بدعوى أنّ الفنّ فنّ الواقع ينقله بغثّه وسمينه، وحين يبتعدّ عن إظهار الباطل بصورة الحقّ، وحينَ يكون القائمون على الفّن أصحاب أخلاق.
القنوات والمسارح تزدحم وتضجّ بالأعمال الفنيّة،وخاصّة مع اقتراب الشهر الفضيل الذي بات- للأسف- موسمًا للفنّ، والكلّ يعرض بضاعته، والمقياس أمامكَ واضح، والخيار لك، حدّد أين تقف، وماذا ستختار.
التاريخ يُسجلُ ولا ينسى الفنّ الهادف وأصحابه، وكذلك الفنّ الهابط ومرتزقته، فساعد التاريخ.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد