سياسة نتنياهو الدموية تهدد الأمن الإقليمي

mainThumb
أهالي درعا يشيعون الشهداء الذين ارتقوا الليلة قبل الماضية جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غرب درعا.

04-04-2025 03:32 AM

في عدوانٍ جديدٍ يُضاف إلى سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، أدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات العدوانَ الإسرائيلي الأخير على مناطق متفرقة في سوريا، والذي خلّف ضحايا مدنيين وعسكريين. هذا العدوان ليس مجرد خرقٍ للقانون الدولي، بل هو تأكيدٌ على سياسة نتنياهو الوحشية التي تعتمد التصعيد العسكري كأداةٍ لزعزعة استقرار المنطقة، وتكريس حالة من الفوضى تخدم أجندة الكيان الصهيوني التوسعية.
بحسب بيان الخارجية الأردنية، يمثل هذا الاعتداء انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وهو تصعيدٌ خطيرٌ يزيد من حدة التوترات في منطقةٍ تعاني أصلاً من تداعيات الحرب والإرهاب. وأشار الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، إلى أن إسرائيل تنتهك بشكلٍ فاضحٍ "اتفاقية فك الاشتباك" الموقعة عام 1974، والتي تُلزم الجانبين باحترام الهدوء على طول خط الحدود. لكن الكيان الصهيوني، بقيادة نتنياهو، يُمعن في تجاهل كل المواثيق الدولية، معتمداً على حصانةٍ سياسيةٍ تُمكّنه من تنفيذ جرائمه دون محاسبة.
لا يقتصر الأمر على انتهاك القانون الدولي، بل تتجاوز سياسة نتنياهو ذلك إلى تبني استراتيجيةٍ دمويةٍ تهدف إلى إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي لأراضي عربية، ومنع أي محاولة لإعادة إعمار سوريا أو استعادة استقرارها. فالهجمات المتكررة على الأراضي السورية، تحت ذرائعٍ أمنيةٍ واهية، تُستخدم كأداةٍ استفزاز وإشعال الحروب في المنطقة، ما يُعمق الأزمات الإنسانية ويُبعد خيار الحلول السياسية.
جدد الأردن، عبر بيان الخارجية، تضامنه الكامل مع سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف هذه الاعتداءات. وأكد القضاة على ضرورة إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية التي تحمي سيادة الدول. لكن السؤال يبقى: إلى متى ستستمر الدول الغربية في تغاضيها عن جرائم الكيان الصهيوني، بينما تُدان انتهاكاتٌ أقل خطورةً في مناطق أخرى؟
الاعتداءات الإسرائيلية ليست مجرد تهديدٍ لأمن سوريا، بل هي خطرٌ جسيمٌ على استقرار الشرق الأوسط بأكمله. فاستمرار سياسة القتل والتدمير التي ينتهجها نتنياهو سيؤدي حتماً إلى تفجير مواجهاتٍ واسعةٍ يصعب احتواؤها، خاصةً في ظل وجود قوى إقليمية ودولية ذات مصالح متشابكة. إن صمت المجتمع الدولي اليوم يشجع الكيان الصهيوني على المضي قدماً في جرائمه، مما يُحوّل المنطقة إلى برميل بارودٍ جاهزٍ للانفجار.
حان الوقت لكي تتحرك الضمائر العالمية لوقف آلة الحرب الصهيونية. فاستهداف المدنيين، وتدمير البنى التحتية، وخرق السيادات الوطنية، ليست سوى أدواتٍ في مشروعٍ توسعيٍ يرفض السلام. إن استمرار هذه الاعتداءات لن يُنتج إلا مزيداً من الكراهية والعنف، وسيدفن أي أمل في تحقيق الاستقرار. على الأمم المتحدة والدول الكبرى أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية قبل فوات الأوان، فالعواقب لن تقتصر على المنطقة، بل ستمتد إلى العالم أجمع.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد