هذا الإلحاح التركي على الدبلوماسية
ظنّ زملاء صحافيون، عربٌ وأتراك، أنهم يُحرجون وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في مؤتمره الصحافي الذي اختُتم به، أمس الأحد، منتدى أنطاليا الدبلوماسي، عندما توجّهوا بعدّة أسئلةٍ إليه عمّ ستقوم به بلادُه، وهي ترى سورية تقصفها إسرائيل، مرّة تلو أخرى، وعن إجراءاتٍ ستتّخذها ضد دولة الاحتلال التي تتمادى في جرائم حرب الإبادة في غزّة. لقد بدا أن هذه الأسئلة تعكس رهاناً على تركيا وحدها، ما دام أن العرب لم يفلحوا في كفّ يد آلة العدوان الإسرائيلي المتوحشة عن أهل قطاع غزّة، منذ أزيد من 17 شهراً، وما دام أن أحداً في العالم لم يستطع هذا، رغم أرطالٍ من التصريحات والبيانات والخطب التي ندّدت بهذه اليد الآثمة. ولمّا كانت سورية تحظى في انعطافتها الراهنة بشيءٍ من الرعاية التركية، إن صحّ القول (أظنّه يصح؟)، فإن طرح الأسئلة التي تلقّاها الوزير فيدان عن هذا البلد العربي يصبح من الطبيعي المتوقّع، وقد نمّ بعضُها عن شعورٍ لدى من طرحوها بأن ثمّة نوعاً من المسؤولية التركية تجاه سورية، وهي تتعرّض لاعتداءات إسرائيلية متتالية...
لم يتلعثم الرجل أو يناور في كلام عائم، بل أجاب، وكله ثقةٌ وقناعةٌ بما يقول، وباسترسالٍ ووضوح، ولم ألحظ في تقاسيم وجهه، وكنتُ في الصف الأول من حضور المؤتمر الصحافي، أي تبرّمٍ مما يُسأل بصددِه، سيّما أن بعض أسئلةٍ تكرّرت في هذا الاتجاه، بل ظلّ على البشاشة التي يتصف بها، وهو الذي يتقن التباسط مع سامعيه ومن يتحدّث إليهم. قال إن بلاده تريد تحقيق الاستقرار في سورية، والابتعاد عن الاستفزازات، وتعمل على عدم الدخول في أي صراع مع أي دولة داخل الأراضي السورية. وأشار إلى اتصالاتٍ وجهودٍ تبذلها تركيا في اتجاه وقف التعدّيات الإسرائيلية التي لن تحقّق الاستقرار المنشود في هذا البلد. وأنها ستواصل جهودها للتنسيق مع الأطراف المعنية، بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة لتجنّب حصول تصادم في سورية. وأفاد بأن المباحثات التركية مع إسرائيل في أذربيجان، بشأن سورية، هدفت إلى منع هذا. وبالتوازي، تساهم تركيا في تلبية الاحتياجات الأمنية في سورية، على الصعيدين الفني والعسكري. وتتّسق هذه الإجابة مع مرتكز ظاهر في السياسة التركية، صار ملحوظاً بكيفيّات تزداد وضوحاً، سيما بعد تصفيرها مشكلاتٍ كانت تؤزّم علاقاتها مع غير بلد، وهو توسّل الدبلوماسية في نشاط تركيا وفاعليّتها وحضورها في الإقليم وفي خارجه. وهذا ما تأخذ به في الشأن الإسرائيلي في سورية.
ومع توالي جرائم حرب الإبادة في غزّة، وقد سمعنا الرئيس أردوغان، في افتتاح منتدى أنطاليا يأتي على مقاطع منها، ويشير إلى جريمة استهداف صحافيين في خيمتهم أخيراً، وجاء على اسم الغزّي أحمد منصور منهم، ومع استهتار دولة العدوان بكل الاعتبارات، واستخفافِها بمناشداتٍ واسعةٍ بالتوقف عن استهداف المستشفيات والمدنيين والمسعفين والأطباء، لا تتورّع عن المضي في همجيّتها هذه. وفي هذه الغضون، عندما يُسأل الوزير فيدان عن إمكانية قطع علاقات بلاده مع إسرائيل، يُجيب أنها قطعت علاقاتٍ تجارية، وأنها تنشط في عقد اجتماعات مع عدّة دول في الإقليم وغيره، للتباحث في ما يمكن فعله دبلوماسياً من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء المأساة الحادثة في غزّة. ولا تبتعد هذه الإجابة، ومثيلاتٌ لها من كبار المسؤولين الأتراك، عن خيار الدبلوماسية والحركية السياسية نهجاً تعمل الإدارة التركية على هديه ومقتضياته في غير شأن، وهي التي كانت قد اختارت، على النقيض من هذا، خيار التدخّل العسكري في ليبيا، ونجحت به في إبعاد خليفة حفتر عن السيطرة على العاصمة طرابلس.
يتّسق العنوان الذي اختير للدورة الرابعة لمنتدى أنطاليا، "التمسّك بالدبلوماسية في عالمٍ منقسم"، مع الإلحاح الظاهر في أداء تركيا السياسي في غير ملفّ، وقد أوضح فيدان أن "المنتدى ناقش سبل تبنّي الدبلوماسية والتوافق بدلاً من الاستقطاب، مع تأكيد أن الدبلوماسية ليست مجرّد أداة تُستخدم في أوقات الأزمات". ولن يجد واحدُنا نفسه يخالف هذا الممشى، فالمُشتهى أن تظلّ الدبلوماسية الخيار الأول لدى صنّاع القرار في كل الدول، غير أن دولةً اسمُها إسرائيل، قامت على طرد أهل الأرض التي أُنشئت عليها، لا تتوسّل غير العدوان وسيلةً لفرض وجودها في المنطقة، المستقوى بالتحالف الوثيق مع الولايات المتحدة، هل تُجدي معها الدبلوماسية... لم يُطرح سؤالٌ كهذا على الوزير البشوس هاكان فيدان.
وفد أممي رفيع يزور الأردن لتعزيز التعاون التنموي
نمو تسهيلات الأفراد بالربع الثاني 2025 وعمّان تتصدر القيمة
الحوثيون يحتجزون 20 موظفاً في الأمم المتحدة
مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الغويري والخلايلة وأبو صعيليك
فصل التيار الكهربائي عن مناطق بالأغوار الشمالية الاثنين
شهداء وجرحى بينهم أطفال بقصف على الزوايدة وخان يونس
افتتاح دورة الاستراتيجية والقيادة العليا في كلية الدفاع الوطني
خسارة منتخب الشابات للكرة الطائرة أمام هونغ كونغ آسيويًا
كلية الدفاع تنظم برنامج الحوار الاستراتيجي لمحاضري مادة العلوم العسكرية
الأوقاف: 20 دقيقة مدة الانتظار بين أذان الفجر وإقامة الصلاة
الصراع السيبراني بين تل أبيب وطهران
نحو 1.46 مليار إجمالي الاستثمارات الهندية في الأردن
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية