نزع السلاح من الخصم نذالة

mainThumb

11-05-2025 01:58 PM

من الشجاعة والنبل والمروءة عند العرب أن المقاتل لا يأخذ خصمه غدراً، وإنما ينبهه ليستعد لملاقاته، حتى وإن سقط سلاحه لا يُجهز عليه وهو أعزل، بل يعطيه الفرصة ليتمكن من سلاحه ويدافع عن نفسه، لأن من صفات الفارس الشهم أنه لا يقاتل خصمه إلا وهو يملك سلاحاً، حتى ينصفه من نفسه.
المقاتل النذل لا يقاتل خصمه ما دام يملك سلاحاً، يخادعه فإذا ألقى السلاح وأمن جانبه فتك به.
أهل الحقارة والوضاعة والخسّة، لا يريدون أن يتحصّل خصمهم على سلاح، حتى يكون غنيمة باردة لهم، فهم لا يتحملون خسارة جندي واحد، ولا يطيقون تكلف شيء.. لذلك الغدر هو الوسيلة!!.

الغرب في كل حروبه كان دائماً يخادع خصمه، حتى يتخلى عن سلاحه ثم ينقض عليه.. وخداعه هذا ليس من باب التخطيط العسكري، بل من باب النذالة فهو يوهم خصمه انه لا يريد حرباً، ويدعوه إلى السلام، فإذا صدّق العرض وألقى سلاحه حاصره وأجهز عليه.. هذه النذالة فعلها الأوروبيون في كل حروبهم مع شعوب العالم الذين استولوا عليهم، في أميركا التاريخية، وآسيا، حتى بين بعضهم البعض في الحربين العالميتين..

وسار على دربهم وركب حمارهم، الكيان المسخ الذي صنعوه وأفرغوا فيه كل خستهم ونذالتهم ووحشيتهم التي تريد الاستيلاء على فلسطين وما حولها وطرد أهلها منها، بدون أي مقاومة بل يتصورون أن الشعوب تكون سعيدة وممتنة من هذا العرق الخسيس أنه اختار نهب مقدراتهم وقتل أبنائهم..!!
هذا الكيان المسخ لا يريد لخصمه أن يمتلك سلاحاً يدافع به عن نفسه، بل يريد نزع السلاح من محيطه كاملاً بصور متعددة، وهو الآن يشدد على سلاح المقاومة لأنه جبان ونذل، لا يريد لخصمه أن يدافع عن نفسه..

.. الدفاع عن النفس حق منحه الله لكل المخلوقات، فالله سبحانه لم يخلق المفترسات بأنياب ومخالب، ثم جرّد الفريسة من سلاح تدفع به المفترس عنها، بل أعطاها "سبحانه" صفات كامنة في بنية جسمها تجعلها تحمي نفسها ويستمر نوعها، فإذا كان أعطى المفترسات مخالب وأنياباً وسرعة لتحصيل رزقها، فإنه أعطى الفرائس سرعة ورشاقة وقروناً، وكثيراً من الأساليب تواجه به خصمها وتنتصر عليه في معظم الأحوال، وحتى الحشران والكائنات المجهرية لها أسلحة تدافع به عن وجودها، فكيف يطلب الكيان المسخ ورعاته وكباشه والقطيع، من أهل فلسطين بل ومن محيط فلسطين، أن يتجردوا من السلاح، ويبقى السلاح بيد دولة المسخ، لتصول وتجول وتمارس الوضاعة والخسة، بلا خوف ولا رادع.. كما فعلت ربيبتها بريطانيا سابقاً!!
الدفاع عن النفس والوطن والأرض حق ضمنه الله سبحانه للمخلوقات ومنها الإنسان، وليس لأحد مهما بلغت غطرسته وقوته أن يصادر هذا الحق، حتى وإن كان ميزان القوى غير متساوٍ.. وما دام صاحب الأرض يحتضن السلاح، ويدافع عن وجوده، لن يستطيع الكيان استئصاله من أرضه..
الكيان الجبان الخسيس، لا يجرؤ على قتال عصبة لسان حالها يقول: (قاتلونا نفنيكم أو تفنونا).. وإنما يريد قتل الشعب الفلسطيني بدون مقاومة..!!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد