الغرب وتجويع غزة

mainThumb

21-05-2025 12:01 AM

مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية والتي أطلق الجيش الإسرائيلي عليها اسم عربات جدعون على قطاع غزة، واستمرار منع دخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية للشهر الثالث على التوالي وإنقاذ الأهالي هناك، تتعالى أصوات المنظمات والهيئات الدولية الإغاثية والأممية ضرورة ادخال ما يحتاجه القطاع من طعام ودواء، و مع بدء ارتفاع وتيرة الاحتجاج الأوروبي على سياسة التجويع التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على السكان في القطاع، والخوف من كارثة إنسانية وشيكة تودي بحياة الآلاف، اتخذت خطوة غير متوقعة حيث عقد نتنياهو اجتماعا أمنيا للكابينت الحكومي، أقر بموجبه ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عاجلاً وبشكل فوري رغم عدم تصويت العديد من الوزراء على المقترح، كانت حجة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن قطع الغذاء عن غزة قد يضر بمساعدة الحلفاء الغربيين للكيان المحتل لتحقيق "النصر" في الحرب التي يشنها على غزة.

ازدياد وتيرة استهجان بعض نواب البرلمانات الأوروبية و الاحتجاجات الشعبية في أوروبا من وحي الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، و اشتداد ضغطها على حكوماتها للعمل بشكل جدي وحثيث لرفع الحصار عن غزة، ووقف الحرب والدفع نحو إدخال المساعدات الإنسانية، بدأ تحرك خجول من بعض المسؤولين الغربيين، وهذا ما شاهدناه من انتقاد لاذع وقوي من قبل رئيس وزراء إسبانيا في اجتماع القمة العربية في بغداد، ورفض وزيرة الخارجية الألمانية موقف نتنياهو في منع دخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية للقطاع، وتصريح رئيس وزراء بريطانيا كيم ستارمر "بأن الوضع في غزة غير مقبول ولا يطاق"، بالرغم من كل تلك التصريحات، و إلغاء زيارة نائب ترمب فانس للكيان المحتل، بسبب إصرار حكومة نتنياهو على توسعة العملية العسكرية (عربات جدعون).

في وقت سابق أحجم الرئيس الأمريكي ترمب عن زيارته "لإسرائيل" أثناء جولته الخليجية، لكن لا تزال مواقف الحكومات الغربية لا ترقى إلى مستوى لجم نتنياهو وحكومته المتطرفة عن الممارسات الوحشية واللإنسانية التي يمارسها بحق أهالي قطاع غزة، فالتاريخ لا يمحى من ذاكرته كيف ستقوم أوروبا في تحدي "إسرائيل" وهي من أنشأت دولتها، وتسببت في عقود من المعاناة والعذاب والتهجير للشعب العربي الفلسطيني، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة و في المعسكر الشرقي الاتحاد السوفيتي السابق، وإلى هذه اللحظة لا يزال الدعم الأوروبي والأمريكي لم ينقطع، ويستمر هذا التحالف في إمداد الكيان المحتل بالأسلحة والعتاد العسكري، من طائرات وصواريخ و قنابل تزن أطنانا والمسيرات، ناهيك عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية القابعة في غلاف غزة، للحصول على أي معلومات قد تحدث اختراقا وتستعيد الأسرى الإسرائيليين من أيدي المقاومة و القضاء عليها.

أوروبا تدعي الحرية والعدالة والمساواة، و في الواقع هي أول من يلقي بها إذا ما تعلق الأمر "بإسرائيل"، ونسيت أو تناست أوروبا أنها تعرضت لمعاناة الاجتياح الألماني لأراضيها في الحرب العالمية الأولى والثانية، واحتل هتلر نصف أوروبا وزحفت جحافله إلى عواصمهم نصرا يعقبه نصر، و في مفارقة مخزية تماطل أوروبا في الضغط على الكيان الصهيوني لإنهاء الحرب على غزة، وأهالي غزة صابرون محتسبون منذ أكثر من عام ونصف ولم يعرفوا الاستسلام، و للعلم أن الدنمارك استسلمت للجيش الألماني بعد ٦ ساعات، يوغوسلافيا بعد ١١ يوماً وهولندا استسلمت بعد ٥ أيام واليونان بعد ٦٠ يوماً وفرنسا بعد مضي ٤٢ يوماً أعلنت استسلامها للجيش الألماني ونحن نتحدث عن أكبر وأقوى الدول الأوروبية، فهذا جدير بأن يتوقف المرء ويفكر بعظمة صمود أهل غزة والتي تخفي خلفها معاناة لا يحتملها بشر... لكنهم بشر ويجب إنقاذهم.

لك الله يا غزة...فانقذ يا الله شعب غزة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد