كيف تُعلّمين طفلك الامتنان بأساليب تربوية فعّالة

mainThumb
طفل عنيد

25-05-2025 03:41 PM

السوسنة- يواجه الوالدان حيرة في كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يُعبّر عن شكره، ولا يُبدي أي مشاعر امتنان تجاه والديه أو الأشخاص الذين قدّموا له الهدايا في عيد ميلاده، رغم الجهود التي بذلتها والدته في تنظيم حفل مميز له. وتزداد حيرة الأم، إذ لا تعرف ما الذي يُسعد طفلها ويُرضيه، خاصة أنه يبدو غير راضٍ بشكل دائم.

ويشعر الأهل بالحزن والقلق حيال هذه التصرفات التي تعكس نوعًا من الجحود تجاه ما يُقدَّم للطفل من حب وعناية. لذا من المهم أن يطّلع الوالدان على استراتيجيات فعّالة تُساعد في تعليم الطفل معنى الامتنان. وفي هذا السياق، التقت "سيدتي وطفلك" بالمرشدة التربوية مها داوود، التي قدّمت مجموعة من النصائح حول كيفية التعامل مع الطفل الذي يصعب إرضاؤه، والذي لا يُقدّر جهود من حوله، من خلال التحدث معه بحزم، وتعليمه التعاطف، وتطبيق عدد من الأساليب التي تُعزز لديه الانضباط والشكر، ومنها: التحدّث مع الطفل بوضوح وحزم عند تجاهله التعبير عن الامتنان للآخرين.



اعلمي أنك سوف تشعرين بالحزن والضيق حين تبدو مشاعر اللامبالاة من طفلك فوق المعتاد أو فوق الاحتمال؛ مثل أن يقول لك طفلك وهو يتذمر إن الهدايا التي وصلته لا تعجبه أو لا تكفيه، ولذلك فمثل هذه التصرفات التي تدل على الجحود تستوجب أن تتحدثي مع طفلك مهما كان عمره بحزم؛ مثل أن تقولي له: توقف عن التذمر.. لقد فعلوا ما في وسعهم؛ لكي يسعدوك.

أشيري إلى طفلك أن ما قام به الآخرون لم يكونوا مجبرين عليه، ولكنهم فعلوا ذلك لأنهم يحبون أن يروه سعيداً وأن دوره أن يشكرهم، ويجب عليكِ أن تُذكري طفلك بالمواقف التي أبدى فيها عدم الشكر والامتنان ولا تنسيها، فهذا الطفل يكون أنانياً، ويجب أن تعرفي نصائح مجربة لكيفية التعامل مع طفلك الأناني ومن بينها تذكيره بما يقدمه الآخرون له عن حب ورضا؛ لكي يتعلم أن يشكر الآخرين، ويكون راضياً وقنوعاً؛ لأن عدم الامتنان يكون نابعاً من عدم تحلي الطفل بالقناعة.

عوِّدي طفلك على التعاطف مع الآخرين

اعلمي أنه من الضروري أن يعرف طفلك أن الحياة تبادل للأدوار، وأنه يجب أن يكون له دور في مساعدة الغير وإدخال السعادة على الأطفال، ويأتي ذلك من خلال أن يكون طفلاً ليناً، وينتقي كلمات طيبة وجميلة خلال حديثه مع الآخرين، وخصوصاً الأطفال الذين يصغرونه؛ حيث يجب أن يعاملهم بلطف ويشعر بالمسئولية نحوهم، وهذه الخطوات تندرج تحت بند تربوي هام وهو طرق لتعلم أطفالك التعاطف وتنمية نازع الإحساس بالغير داخله.

عوِّدي طفلك أن يعبر عن مشاعره تجاه المواقف؛ لكي تنمي لديه العاطفة، فمثلاً حين تقرئين له قصة يجب أن تسأليه عن شعوره إزاء موقف، وحين تشاهدين معه فيلماً في التلفاز يجب أن تعرفي مشاعره؛ إن كان قد شعر بالحزن والعطف على إنسان بائس، فتنمية المشاعر ضرورية من أجل أن يتحرك الطفل نحو الآخرين، ولا يكون تفكيره متمحوراً حول ذاته، ويجب أن تساعديه وفي عمر مبكر أن يختار الكلمات التي تعبر عن مشاعره؛ لأن بعض الأطفال قد يتأثرون ويبكون، ولكنهم لا يجيدون التعبير مثلاً عن موقف محزن وإنساني أمامهم.

لا تُكثري من المدح والامتيازات حين لا يُبدي طفلك الامتنان

قدمي الامتيازات والمديح والمكافآت للطفل عندما يكون قد استحقها فعلاً، وذلك ضمن 5 أخطاء لا تقعي بها عند مديح طفلك لكي لا يصاب بالغرور؛ لأن الإسراف في تقديم أي شيء للطفل يعني أن يعتاد الطفل على الأخذ دون أن يتعلم العطاء، ويتحول الطفل إلى إنسان أناني لا يهمه أن يعطي، والإسراف في غمر الطفل بالأشياء المادية يُفسد أخلاق الطفل، ويجعله إنساناً جاحداً لا يهمه سوى نفسه، كما ينشأ الطفل اتكالياً لا يريد أن يبذل أي مجهود؛ لأنه يرى كل شيء في متناول يده دون أن يطلبه.

استخدمي أسلوب المكافأة على العمل، ولذلك فسوف يكون منح الطفل مكافأة نتيجة لقيامه بعمل جيد وليس لأنه طفل جميل ولديه شعر ناعم مثلاً، كما يجب على الأم أن تتوقف تماماً عن استخدام أسلوب الرشوة في التعامل مع طفلها، مثل أن تقول له سوف أمنحك مبلغاً من المال في حال فعلت كذا، فهذه مقايضة ليست في صالح الطفل ولن تؤدي إلا لزيادة السلوك الجاحد غير المسئول وعدم شعوره بالرضا، ولكن مكافأة الأم لطفلها على العمل سوف تجعله يحترم ما يحصل عليه من امتيازات، ويسعى باستمرار لكي يبذل جهداً للحصول عليها.

عوِّدي طفلك على شكر النعم؛ لكي يشعر بالرضا

نبهي طفلك إلى أن هناك الكثير من النعم حوله، ولكنه لا يشعر بقيمتها، وذلك بشكل يومي ومستمر؛ لأن الإنسان عموماً حين يعتاد النعم فهو يجحدها، بمعنى أنه لا يشعر بقيمتها إلا حين يفقدها، ولذلك فالشكر على النعم واستشعار أقلها يُزيد من شعور الإنسان بأن أي شيء صغير يمتلكه هو نعمة، ولذلك يجب أن يشعر الطفل أن مجرد حصوله على شربة ماء لكي يشرب، فهو في نعمة كبيرة؛ لأن هناك أطفالاً حول العالم يعانون من العطش والجوع، وإن توفر الماء لهم، فهم يحصلون عليه بصعوبة، وكثيراً ما يكون ملوثاً وينقل لهم الأمراض.

عوّدي طفلك أن يشعر بالامتنان كيف تعلّمين طفلك الامتنان؟ لأن ذلك يحتاج إلى خبرة لديك في توجيه مشاعر الطفل، ويجب أن يشعر أولاً بالامتنان نحو الجهد الذي يبذله الأب في عمله، وأن يشعر الطفل أن ما يعيشه من حياة مريحة نتيجة لتعب الأب، وعليه أن يشعر بشعوره، ويوفر له سبل الراحة حين يعود من عمله، فلا يسبب الضوضاء، وأن يشكره بالقول أيضاً، وأن يكتشف الطفل بالتدريج أن نجاحه وتفوقه وحسن أخلاقه هي أفضل هدية للأب وأكبر شعور بالامتنان له على ما يقدمه للعائله كلها.

خصصي وعاءً صغيراً من الزجاج مثلاً، وضعيه في مكان بارز في البيت، واطلبي من أطفالك أن يكتبوا كلمات صغيرة في بطاقات ملونة حول الأشياء التي جعلتهم يشعرون بالرضا في كل يوم، بحيث يكتب الطفل مثلاً عبارة: أنا سعيد اليوم لأنني لم أعانِ من أي مرض، واجمعي هذه الأوراق وخصصي لها يوماً؛ لكي تقومي بقراءتها مع الأطفال، مثل يوم عيد ميلاد أحد الأطفال أو في ليلة رأس السنة، وفي ذلك فرصة لكي يتعرف الأطفال إلى سبل الامتنان وطرقه، وكذلك أن يكتشفوا ما يسعد غيرهم ويسعوا إلى إرضائهم ومساعدتهم، ويمكن تقسيم هذه الفكرة؛ لكي تكون عملاً يومياً؛ مثل أن تسألي الأطفال قبل النوم أن يخبروك عما أسعدهم خلال النهار، أو أن يوجهوا رسالة شكر لشخص ما وهكذا.

اقرأ المزيد عن:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد