جوعٌ يحفر الذاكرة ويُنبت الصمت
ذات خراب، نزل الجوع بأرضٍ كانت تفيض زيتاً وحنطة، وكان البحرُ فيها لا يُعاند صياديه. هناك، في غزة، لم تكن الشمس تُنكر فضلها، ولا القمر يبخل على الناس بأنس السمر. لكن الغيم انكفأ، والريح مالت جهة الجلاد، فجاء زمنٌ لا يؤذن فيه الفجر إلا على بطون خاوية، وأعينٍ تبللت بدمعٍ لا يُشبع.
قال العجائز، وهم يحكون حكايا المجاعة الكبرى: "الزرع كان ينبت على الدموع، والماء يُقاس بالكف، والقمح يؤخذ همسًا من القبور". واليوم، يعيد الحصار رسم تلك الأسطورة، لكن بلا مجاز… هذه المرة، يُذبح الخبز على عتبات البيوت.
أطفالٌ في غزة يشتهون رغيفاً كأنهم يشتهون الحياة ذاتها. يركضون نحو الشاحنات كمن يركض نحو النجاة، لكن الرصاص يسبق الخبز. من يسقط لا تُقام له جنازة، فالوقت ضيق، والموت كثير، والجوع لا يُمهل الطقوس..
تقول النساء إن العدس صار ملك المائدة، وتقول الأرض إن قمحها سُرق قبل أن يُولد، وتقول الأمهات إن اللبن صار من الذاكرة، وإن الحليب لا يعرف طريقه إلى الأفواه الصغيرة. أما الرجال، فقد صاروا يختبئون من نظرات أبنائهم… يخجلون لأنهم لا يملكون شيئاً سوى الحكاية.
وفي الحكاية، أن في زمنٍ مضى، كانت الخيول تُروّض بالتمليس والتمر، واليوم يُروَّض الناس بالقهر. تُدجَّن إرادتهم بالمجاعة، وتُكسر أرواحهم بسلاح الجوع لا الرصاص. لا أحد يجلدهم، لكنهم يُجلدون كل يوم بنقص الرغيف، بغياب الحليب، بصرخة طفلٍ لم يتعلم بعد أن الصراخ لا يُطعم.
في غزة، تتكرر أسطورة "الخيل المطبوعة"… لكن الجياد هذه المرة بشر، والمُطبعون لا يمتطونها، بل يحاصرونها. يجعلونها تمشي على صدى صوت الأمم، وعلى وعودٍ يابسة كالحناجر.
والسايس الجديد لا يُطعم الجياد عسلاً. بل يطعمها الرعب، يُربّت على الجوع، ويهمس في أذن العالم: "سوف يلينون". لكنه لا يعلم أن في بعض الجياد جموحًا لا يُروّض، وأن في غزة حليباً لا يُدرّ إلا مع الكرامة.
في المساء، تُضاء البيوت بألم المعدة، وتُروى الحكايا على ضوء الشموع… لا حباً في الرومانسية، بل لأن الكهرباء لم تُولد بعد. الأطفال ينامون على وعد "غدٍ" قادم، لا يعرفون أن الغد هناك مؤجَّلٌ بأمر الاحتلال، ومشروط بفتات المساعدات، ومؤجلٌ بشروط الغرب.
وفي جلسة، قال رجل من رفح: "نحن لم نخلق للجوع، لكن الجوع صار ضيفنا. لم نختر الحرب، لكنها اختارتنا. لم نطلب الشهادة، لكنها تزورنا كل حين. نحن أبناء الطين، لا نموت إلا واقفين".
ثم صمت. كأن الكلام جريمة. كأن الألم أكبر من الحروف.
وفي الختام، نُسائل الزمن:
هل كان أمسُ غزة جريحاً، حتى يصير يومها شهيداً؟ وهل صار الخبز أغلى من الدم، ليُقاتَل الناس من أجله؟
هل تأثرت صادرات الأردن الصناعية بأحداث السويداء
الأمم المتحدة: تهجير دير البلح ضربة للجهود الإنسانية
حالة الطقس .. أجواء حارة بالأغوار والعقبة حتى الأربعاء
سوريا: الإفراج عن عائلات البدو المحتجزة في السويداء خلال الساعات القادمة
تحذير أممي: ثلث سكان غزة جائعون
أميركا تنصح رعاياها في سورية بالمغادرة إلى الأردن
مسؤولون يحذرون من نفاد صبر ترامب بسبب نتينياهو
الصحفي أبو علي ينال الماجستير من المغرب
أوقاف الرصيفة : إطلاق فعاليات الأسبوع الرابع من أنشطة المراكز الصيفية
حادث بين 5 مركبات بطريق الرصيفة - عمان .. تفاصيل
د. الطاهات أفضل باحث متميز بالعلوم الإنسانية لعام 2025
إنطلاق فعاليات سمبوزيوم مهرجان جرش
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
وظائف شاغرة في مؤسسات حكومية .. تفاصيل
فصل الكهرباء عن هذه المناطق غداً من الساعة 8 صباحاً حتى 6 مساءً
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة التربية .. رابط
مواعيد الترخيص المتنقل المسائي في لواء بني كنانة .. تفاصيل
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
رئيس وزراء السودان يتعهد بإعمار الخرطوم
مدعوون للامتحان التنافسي في التربية .. أسماء
مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور
ارتفاع أسعار الذهب في الأردن السبت 40 قرشًا
الأردنيون على موعد مع أجواء لاهبة .. تفاصيل الطقس
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا