احتيال
منذ عدة أيام استولى أحد القراصنة الإلكترونيين على حسابي في تويتر، وهو حساب نشيط أشارك فيه بعض الكتابات السريعة، والأخبار المتعلقة بالكتابة عموما، وربما تنويها بإصدارات الأصدقاء، أو حوارات من هنا وهناك.
وعلى الرغم من أنني استغربت من عدم استطاعتي الدخول إلى حسابي، بعد أن جربت عدة أجهزة مختلفة،، إلا أنني لم أضع في ذهني أبدا، أن الحساب تمت قرصنته، وكنت متأكدا أنه لن يفيد أحدا إن تم ذلك، لكن مع الأسف كان مقرصنا بالفعل، والذي استولى عليه، غيّر كلمة المرور، فتركته لأن لا وقت لديّ، على أمل أن أعود لمعالجة تلك المسألة لاحقا.
أنا أعتقد أن من يسرق حسابا شخصيا في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، في العادة لا يسرقه اعتباطا، فلا بد من فائدة وراء ذلك، وغالبا تتم مراقبة هذا الحساب فترة من الوقت، وتوضع احتمالات كثيرة لجني ربح أو فائدة ما، مثل أن يعثر القرصان على أرقام حسابات بنكية داخله، أو صور أو رسائل متبادلة بين صاحب الحساب وأشخاص آخرين، يمكن استغلالها إن حوت أشياء لا يريدها صاحب الحساب أن تظهر للملأ، مثل بوادر الخيانة الزوجية، أو النميمة في حق أحد ما، وحتى أخبار المشاريع التي ما تزال أفكارا صغيرة. هذه المعطيات في الغالب توجد في صفحات الفنانين والساسة المعروفين، وربما عند الرياضيين الذين يكسبون الكثير من المال ويمكن شراء التهديدات، التي تقف في طرقهم بكل بساطة.
لكن بالنسبة للكتاب والأدباء، لا توجد أخطاء جسيمة في العادة، وإن وجدت، لا يوجد مال لافتدائها، فلا يستفيد القرصان شيئا، ومعظم الناس يعرفون أن الأدب سلعة بائرة، وهي أصلا مهددة للذي يمتهنها بشتى الأدوات، مثل الفقر المزمن، وانعدام الحقوق الأساسية، والأمراض التي تأتي من القلق والتوتر والإرهاق، ولا ضرورة لوجود «هكر» ليؤجج كل هذا، ما لم يكن هذا «الهكر» غشيما ولا يعرف شيئا، ويستوي عنده المطرب بالكاتب، والممثل النجم بالكاتب، ولاعب الكرة الشهير بالكاتب.
أذكر في بداياتي، كنت أكتب الشعر الغنائي، كنت طالبا في المرحلة الإعدادية حين بدأت الكتابة، ثم أصبح اسمي معروفا لدى الفنانين وبعض محبي الغناء في مدينة بورتسودان، حين دخلت المرحلة الثانوية، كنت أمشي في الشارع فيحييني بعض الناس، وبعضهم يطلب دعمه بالمال، بسبب الحاجة، وحقيقة لم يكن لديّ مال وإنما المصروف المعتاد الذي يعطيني إياه والدي كل أسبوع، وتلك الأغنيات التي أكتبها ويرددها الفنانون، مجرد مشاريع للإزعاج لا أكثر، لم أكسب من ورائها مالا قط.
كنت في ذلك المساء البعيد، أقف في موقف الباص العام وسط مدينة بورتسودان، أنتظر باصا خاليا لأركب وأذهب الى البيت، وكان الوقت متأخرا بعض الشيء، حين وقف أمامي شخص نحيف وقصير، يرتدى ثوبا أبيض، متسخا، ويترك رأسه عاريا بلا غطاء. سلم عليّ بحرارة، قائلا إنه من أشد المعجبين بأشعاري، يحفظها كلها، وسعيد بهذه المصادفة التي حدثت وإنه التقاني أخيرا.
قال أنا إسماعيل وأسكن في حيكم، شاعر مثلك لن يركب المواصلات العامة، تعال نأخذ تاكسي .
قلت: لا داعي لذلك، سأنتظر.
صرخ: لا، تعال. ثم أشار إلى عربة أجرة، كانت تسير ببطء جانبنا.
لا أنكر أنني كنت سعيدا بهذا السخاء الفجائي، والرجل كان لطيفا ويترنم بأغنية من كلماتي، انتشرت في ذلك الوقت، وكانت في قمة السطحية، ويقول إنها من عيون الشعر، كان أفضل ما في الأمر أنني ركبت سيارة أجرة، ولن أضطر للوقوف كثيرا، أو المشي مسافة طويلة في ذلك الليل لأصل إلى البيت. حين وصلنا الحي، وفي بدايته، أشار إسماعيل للسائق أن يتوقف، قال وهو ينزل ويغلق الباب بعنف: حساب المشوار عند أستاذي، ثم أشار إليّ من خلف الظلام: إلى اللقاء أستاذي.
وفي مضاعفات أخرى كثيرة، اعتمدت على مساواة الكاتب أو الشاعر بالمطرب ولاعب الكرة، أخبرني عدد من الزملاء بما حدث معهم، ومن المواقف التي لا أنساها، أن مدرسا من سكان المدينة، صادفني في القطار في أحد الأيام، كنت لا أعرفه ولم يكن من الذين درسوني، في أي مرحلة من مراحل التعليم، كنت أركب في عربة الدرجة الرابعة، كأي طالب عادي، وكنت ذاهبا إلى الخرطوم في مهمة تخص والدي، المدرس لمحني ركض نحوي، مبديا استغرابه من وجود شاعر في الدرجة الرابعة التي قال، إنه يمر بها لتمضية الوقت، ليس إلا، حلف علي طلاقا وأخذني اإلى غرفة يتشاركها مع بعض المسافرين في الدرجة الأولى باعتباري ضيفه وأستاذه ومررنا بعربة البوفيه، التي تقع في وسط القطار، حيث تغدينا، وكانت المحصلة أني دفعت فاتورة الغداء وأجرة الجلوس في الدرجة الأولى لي وله، مع غرامة كبيرة، لعدم وجود حجز مسبق، وانتهى مصروفي واضطررت للذهاب على قدمي إلى منزل قريبي في الخرطوم.
هذان النموذجان اللذان ذكرتهما هما بالضبط النموذج السائد عن الشعراء والكتاب، حيث ربما تملك شيئا من الصيت، لكن لا فائدة كبيرة ترجى منك، مجرد احتيال بسيط وينتهي الأمر. لقد فهم القرصان ذلك كما يبدو بعد أن قام بغربلة صفحتي ولم يعثر على ضالته، فهم أن أمثالنا لا يصلحون، ولا فائدة من إضاعة الوقت معهم فأعاد لي صفحتي، مع نصيحة بتغيير كلمة المرور.
كاتب سوداني
بسبب تصرفات مشينة .. منع راغب علامة من الغناء بمصر وإحالته للتحقيق
تنفيذ أنشطة تدريبية وتوعوية بمختلف محافظات المملكة
هجوم يستهدف مقرّ منظمة الصحة العالمية بغزة
مجاعة خطيرة في غزة والناس يتساقطون في الشوارع
ترامب يعبر عن قلقه بسبب تزايد أعداد الضحايا في غزة
خروج 644 أسرة من مظلة المعونة .. تفاصيل
فصل التيار الكهربائي عن هذه المناطق الثلاثاء
منتخب الناشئين يخسر أمام لبنان في غرب آسيا للسلة
الأردن يرحب ببيان وزراء خارجية 25 دولة بشأن الأوضاع بغزة والضفة
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
فصل الكهرباء عن هذه المناطق غداً من الساعة 8 صباحاً حتى 6 مساءً
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
وظائف شاغرة في مؤسسات حكومية .. تفاصيل
نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة التربية .. رابط
رئيس وزراء السودان يتعهد بإعمار الخرطوم
مواعيد الترخيص المتنقل المسائي في لواء بني كنانة .. تفاصيل
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
مكافحة الأوبئة يعلن عن وظائف شاغرة .. صورة
مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور
ارتفاع أسعار الذهب في الأردن السبت 40 قرشًا
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا
الأردنيون على موعد مع أجواء لاهبة .. تفاصيل الطقس