رحلة رجال التربية
في زمنٍ يميل فيه الناس إلى الراحة، ويغريهم سهولة العيش، يركب رجال التربية والدعوة قطارًا مختلفًا. إنهم لا يسافرون في نزهة ترفيهية، ولا يستجمّون على هامش الحياة، بل هم في رحلة عناءٍ ومكابدة، وسهرٍ دائم، وعطاءٍ مستمر لا ينقطع.
وقد عبّر الشيخ البشير الإبراهيمي بعمق عن هذا المعنى حين قال:
"إنّ حياة الأمة لا تكون إلا بحياة روحها، وروحها هو ماضيها، فإذا أحيت ماضيها حييت، وإذا أغفلته أو نسيته ماتت."
(البشير الإبراهيمي، عيون البصائر)
هكذا يُرسم الفارق بين السائر في درب الحق، والراكب لقطار الراحة. فـسفرُ الملذات سهل، يركبه كل من اختار الترف والدعة، لكنه سفر بلا أثر، وعمر بلا ثمرة. أما أولئك الذين اكتفوا بعيش مقطوعٍ عن المعاني الكبرى، فإنهم لا يصنعون كثيرًا لأنهم لم يذوقوا مشقة الطريق ولا لذّة البذل.
في المقابل، فإن رحلة الدعاة والمربين هي رحلة عطاءٍ خالص، لا تشوبه المنّة، وتضحية صافية لا يطلب أصحابها جزاءً ولا شكورًا. إنهم يتعبون ليُسعدوا غيرهم، ويسهرون ليرتاح الناس، فيكونون كما أرادهم الإبراهيمي:
"كونوا مع الأمة في جميع أطوارها، واسهروا على يقظتها كما يسهر الوالدان على الطفل في المهد."
(المصدر نفسه)
من الفكرة إلى التجسيد
شتّان بين من يقرأ الحقائق، ومن يفهمها، ومن يُجسِّدها في واقع الحياة. فالفكرة لا تحيا إلا حين تتجسد في بشر، وتتحول إلى سلوك وعمل ملموس. وقد لخص المفكر مالك بن نبي هذه الحقيقة فقال:
"إنّ الفكرة لا تؤتي ثمارها إلا إذا تحولت إلى سلوك اجتماعي، وصارت جزءًا من الكيان الحضاري للأمة."
(مالك بن نبي، شروط النهضة)
الداعية الصادق يسعى لتجسيد هذه المعاني: يُعلِّم، يُواسي، يُربّي، ويُصلح. فهو القدوة التي تعيش بين الناس، تزرع الأمل وتنشر الخير.
الميدان... حيث تُختبر القناعات
ليس هذا الطريق مفروشًا بالورود. هو طريق وعر، لا يسلكه إلا من تمرّس على ركوب الصعاب، وصعود الجبال، وعبور السيول، واستنشاق غبار الميدان، محمّلاً بالهمّ، دافعه الوحيد أن يوصل الخير للناس. إنه ينثر بذور الخير، وإن تأخّر إنباتها، لكنها تنمو، وتزهر، وتثمر، ويعمّ نفعها الجميع.
ومن هنا، فإن النزول إلى الميدان لا يكون إلّا محمولًا على يقينٍ راسخ، نحدّث الناس برسالتنا، نعرض خيرها بلا تردد، ونسعى لنفعها بكل وسيلة نبيلة.
الدعاة وحمل هموم الأمة
إنّ حمل هموم الناس ليس عملًا ثانويًا، بل هو صُلب مشروع الدعوة، وسرّ رسالتها. فالدعاة قريبون من الناس، يعيشون آلامهم، ويُصغون لشكواهم، ويحملون أحلامهم. لا يهدأ لهم بال حتى يُدخلوا السرور إلى قلب يتيم، أو يُغيثوا مهمومًا، أو يُعينوا صاحب حاجة.
وقد كان مالك بن نبي يلحّ على أهمية ربط الفكر بالواقع والناس، فيقول:
"ليس المهم أن نقول أشياء جديدة، ولكن المهم أن نقول أشياء تفيد الإنسان في حاضره وتبني له مستقبله."
(مالك بن نبي، مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي)
ولذلك، فإن رسالتهم تتجاوز مجرد الكلام، إلى ممارسة مسؤولة، تُعيد للناس الثقة، وتبني النفوس، وتُصلح المجتمعات.
خاتمة: ثمرة البذل ويقين الرسالة
قد تكون رحلة التربية طويلة ومرهقة، لكنّها تُثمر. من سار هذا الدرب وصدق فيه، نال شرف التأثير وبناء الإنسان. فالثبات على هذا الطريق، وتحمّل عنائه، هو ما يجعل الداعية شاهدًا على فكرةٍ حية، وقيمةٍ متجذرة، ورسالةٍ لا تموت.
هيئة الاعتماد تعقد دورة تدريبية في مجال الجودة
المدير العام للضمان الاجتماعي: إلغاء التقاعد المبكر مستحيل
إطلاق مبادرة مدن الدراية الإعلامية والمعلوماتية
تذبذب الأمطار يفاقم السيول ويعمّق الجفاف في الأردن
الشركس: سياسات نقدية حصيفة تحصّن الدينار وتدعم النمو
الدراسة الاكتوارية للضمان الاجتماعي كعقد بين الأجيال: من يحمي من
كمبوديا تعلن إغلاق كافة معابرها الحدودية مع تايلاند
الشؤون السياسية تطلق ملتقى الشباب والتحديث
المنخفض الجوي يعمق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة
386 شهيدا منذ وقف إطلاق النار في غزة
سوريا .. اختبار الدولة لا اختبار السلطة
الخارجية النيابية تدين اقتحام مقر الأونروا في الشيخ جراح
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
تعيين الدكتور رياض الشياب أمينًا عامًا لوزارة الصحة
إعادة 6000 شخص إلى مناطقهم بعد ضبط الجلوة العشائرية
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
إلى جانب النشامى .. المنتخبات المتأهلة إلى ربع نهائي كأس العرب 2025
عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة


