الإعلام الأردني وأريج ينظمان ندوة حول الصحافة الاستقصائية

mainThumb

23-07-2025 09:23 PM

عمان - السوسنة

نظم معهد الإعلام الأردني، اليوم الأربعاء، ندوة حول الصحافة الاستقصائية بين الأكاديميا والميدان، بالتعاون مع شبكة أريج "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية"، في إطار تعزيز التكامل بين الجانبين الأكاديمي والمهني، ودعم تدريس هذا الحقل داخل الجامعات، وبناء شبكة أكاديمية مهنية متخصصة في الأردن وعلى مستوى العالم العربي.
وأكدت عميدة معهد الإعلام الأردني، الدكتورة ميرنا أبو زيد، الدّور الديمقراطي للصحافة، بوصفها "خدمة ذات منفعة عامة" تستهدف المواطن قبل أي جهة أخرى، مشيرة إلى التحولات العميقة التي تشهدها المهنة من فقد احتكار الخبر والمعلومة.
وأضافت، أن وسائل التواصل الاجتماعي وصعود المؤثرين و"الريلز" على مختلف المنصات تهدد استمرار الصحافة، ما لم تستعد دورها ومبادرتها من خلال الصحافة الاستقصائية.
وشددت أبو زيد على أن التحديات الأخلاقية والمهنية التي تواجه الصحفيين اليوم تزداد تعقيدًا بفعل التنافس غير المتكافئ مع المؤثرين والخوارزميات والمنصات الرقمية، قائلة:" انجررنا إلى منافسة لا يمكن أن نفوز بها، ما جعل بعضنا يسقط في فخ استمالة العواطف والانفعالات لكسب الجمهور".
ورغم هذه التحديات، أكدت أبوزيد وجود مبادرات دولية وعربية تحاول استعادة ثقة الجمهور في الصحافة، موضحة أن "شبكة أريج"، من أبرز هذه المبادرات التي تعيد إحياء الصحافة الجادة في منطقتنا.
وبينت أبو زيد أن الصحافة الاستقصائية هي جوهر العمل الصحفي، إذ تقوم على "كشف أمور مخفية عن الجمهور، نتيجة فوضى المعلومات التي تُخفي الحقيقة وتحتاج إلى من يكشفها"، مشيرة إلى أن هذا النوع من الصحافة "قد يعرّض الصحفيين للمخاطر، خصوصًا في بعض دول العالم.
وشددت على ضرورة مواصلة رفع السقف ومواجهة الفساد وكشف الجريمة المنظمة، بالاستفادة من الفرص والإمكانات التي توفرها البيانات والمصادر المفتوحة وتكنولوجيا المعلومات، لافتة إلى أن وظيفة الصحافة ضرورية للمجتمع لتحقيق الديمقراطية.
من جانبها، أعربت المديرة العامة لشبكة أريج، روان الضامن، عن فخرها بالشراكة مع معهد الإعلام الأردني، مشيرة إلى الواقع السياسي والإعلامي العربي الذي يمر بظروف معقدة جدا، خاصة في ظل الإبادة الجماعية والتجويع الإسرائيلي المقصود في غزّة، والقتل بدم بارد في الضفة والداخل الفلسطيني، والامتداد غير المسبوق للاحتلال جنوب لبنان وجنوب سوريا.
وانتقدت الضامن أداء مؤسسات إعلامية غربية خلال تغطية العدوان على غزّة، قائلة: "كنا نعتقد أن هناك نماذج غربية نتعلم منها، لكن الحرب على غزة أثبتت أنها فقدت المصداقية والأخلاق المهنية، في مقابل شجاعة الصحفيين والصحفيات في غزة الذين يواصلون نقل المعلومة والصورة والفيديو في ظروف استثنائية".
وفي سياق الحديث عن دور "أريج"، أوضحت الضامن أن الشبكة، التي بدأت قبل عشرين عامًا من ثلاث دول هي الأردن ولبنان وسوريا، باتت تعمل اليوم في جميع الدول العربية، مستندة إلى نموذج "التدريب من خلال الإنتاج"، مؤكدة أن الصحافة الاستقصائية باللغة العربية لا تزال بحاجة ماسّة للدعم، نظرًا لتكلفتها العالية وخطورتها التحريرية والميدانية.
وأشارت الضامن إلى أن الطلاب الراغبين في إنتاج تحقيقات استقصائية يحتاجون إلى بيئة داعمة تشمل الأمن والسلامة الميدانية والرقمية، والدعم القانوني والنفسي والمهني، مشددة على أهمية هذا النوع من العمل في الجامعات.
واستعرضت الضامن "دليل أريج للصحافة الاستقصائية" الذي تم توزيعه على المشاركين، موضحة أنه نتاج أكثر من 15 عامًا من الخبرة والتطوير، كما بدأوا بتحويل تدريباتهم إلى منهج أكاديمي باللغة العربية، وتُرجم إلى الإنجليزية و10 لغات أخرى، واعتمدته اليونسكو، واليوم أصبح الدليل الأكثر انتشارًا في مؤتمرات الصحافة الاستقصائية الدولية.
وأشارت إلى أن النسخة الجديدة من الدليل أُطلقت نهاية عام 2024، وتتضمن أمثلة حديثة وموضوعات لم تُذكر من قبل، وهو متوفر مجانًا بصيغته الإلكترونية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد