طَلق طايش

mainThumb

24-07-2025 12:29 AM

"ابن أبو محمود تخرّج قبل يومين، وبعد يومين عامل حفل تخرّج في ساحة الحارة واتصل وعزمنا" بهذه الكلمات أخبر صدّام والده برغبته بحضور الحفل وبأنّه سيذهب برفقته، ردّ أبو صدام: أحسنت وممتاز بأنّك ذكّرتني، نذهب ونقوم بالواجب، ردّ صدام: لا تنسَ يا والدي بأنّ أبا محمود في حفلة عرسي قبل عشر سنوات حضر ونقّط وطَخ وأطلق من مسدسه باغة كاملة، والأصل ننقط ابنه ونطخ بعد إذنك! حينها جُنّ جنون أبي صدام وقال: هذا تخلّف وإطلاق الرصاص في الاحتفالات عيب وحرام وتصرف مجنون، وممكن في فترة ما كان الناس يتقبّلون هذا ويعتبرونه نوعا من الافتخار والمباهاة وردّ الجميل لبعض، لكن اسمع يا صدّام:" ما بدّي أسمع منك تجيب سيرة الطخ، أنا بحكي عنّك عاقل، وأنا قبل كم يوم وقعت على وثيقة شرف عدم إطلاق العيارات النارية، وبدّك إياني أخالف إللي وقعت عليه، اخجلْ واسكت".
في يوم الحفلة اصطحب أبو صدام ابنه ونقّط وقام بالواجب، لكن الابن العاق استغل الفرصة خلال الدبكة وأخرج مسدسه وأطلق رصاصات عشوائية، وكانت يده ترتجف وهو يطلق، وارتجفت أكثر لمّا رأى والده ينظر إليه، ارتبكَ ولمْ يدر كيفَ يتصرّف، في هذه الأثناء انحرفت فُوّهة المسدس وأصابت أحد الحضور، فتوقّفت الحفلة وانشغل الناس بإسعاف المُصاب الذي أصابت الرصاصة فخذه، وصار الفرح ترحًا، وارتفع العويل، ووصلت الجهات المسؤولة واقتادتْ صدام وأباه والخريج ووالده إلى المركز الأمنيّ، وبدأتْ تحرّكات عشيرة صدّام للأخذ بخاطر أهل المُصاب، ولم تنجح لأنّ أغلب من توجّهوا إليهم من الوجهاء كانَ ردّهم: لا نتدخّل بمثل هذه الحوادث، واتركوا القانون يأخذ مجراه، لأنّ تصرّف هذا الأرعن المُتهوّر قد تسبب بشلل تام لرجل المصاب، وخالف القانون والأعراف، وكان بعض ذوي صدام يرد: " طلق طائش، وقضاء وقدر" فيأتيهم الردّ: هذه جريمة مقصودة، والقانون سيحكم بها، ولكن دفعا للمزيد من المشاكل تمّ إعطاء عطوة أمنيّة على أن يأخذ القانون مجراه.
صارت الأمور وفقا للقانون وما زال صدّام يقبع في سجنه وقد خسر حريته ومستقبله، وما زال المُصاب البريء يبحث عن أملٍ في العلاج.
هل كان الطَلقُ طائشًا؟؟!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد