ماذا ينتظر غزة بعد تهديد ترمب

mainThumb

26-07-2025 11:41 PM

لم يأل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب جهداً كي يوجه تهديداً قوياً للمقاومة في غزة بعقاب شديد إذا لم توافق على مقترح ويتكوف- نتنياهو الأخير، والذي تضمن خرائط انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مواقع عسكرية في غزة، من ناحيتها لم ترفض الفصائل الفلسطينية المقترح بشكل كامل، لكنها وضعت تعديلات على الخرائط الإسرائيلية التي ادعت فيها حكومة نتنياهو الانسحاب من غزة، وهو في حقيقة الأمر ليس انسحابا بقدر ما هو إعادة انتشار للجيش الإسرائيلي وخروج من بعض المناطق، فلا تزال حكومة نتنياهو حكومة الاحتلال تراوغ في إبرام صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة الفلسطينية، والتعنت الإسرائيلي يصبغ كافة مواقفه السياسية وانحياز أمريكي واضح وفاضح، فلم تعد الولايات المتحدة الأمريكية وسيطا نزيها فهي لم تكن كذلك قبل الحرب، فكيف بها في الحرب تتبنى الرواية الإسرائيلية حرفياً بأن حماس هي من ترفض إبرام صفقة وقف إطلاق النار، و هي من خرقت وقف إطلاق النار قبل ١٨ من مارس.
يبدو أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، مهددة بالتوقف من وحي محاولات إسرائيلية في الإعلام الدولي للتشويش على مفاوضات إنهاء الحرب في غزة و مأساة التجويع ضد أهالي القطاع، يسابقون فيه الوقت للنجاة من الموت بسبب حرمانهم من الطعام ، فالمجاعة استشرت هناك بالتوازي مع قصف غير منقطع على الأبرياء في الخيام و البيوت المدمرة وأمام مراكز توزيع المساعدات الإنسانية من ما تعرف بمؤسسة غزة الإنسانية!! ولا يزال العالم الحر يناشد أصحاب القرار، ومن لهم نفوذ و مصالح للضغط على حكومة نتنياهو لإدخال المساعدات و إنهاء الحرب، لكن نتنياهو وحكومته الفاشية لا تبرح الاستقواء على الضعفاء واستخدام التجويع كسلاح لإخضاع المقاومة وفرض شروطها على طاولة المفاوضات.
التحذير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي ترمب باستمرار الحرب، يشي بأن الإدارة الأمريكية لا ترى في الحرب أبرياء سوى الأسرى الإسرائيليين الذين بقبضة المقاومة، و لا تكترث بالأطفال والنساء والشيوخ الذي يتساقطون جوعاً وقصفا و حرقا وقتلا أمام نقاط توزيع المساعدات الغذائية على يد الجيش الإسرائيلي، فالتهديد الذي صرح به الرئيس الأمريكي ترمب بانسحاب الطرف الأمريكي كوسيط من مفاوضات وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي و المقاومة الفلسطينية، يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها "إسرائيل" تحاول أن تمارس ضغطاً على المقاومة الفلسطينية للخضوع لاشتراطاتها وهي في الحقيقة مطالب إسرائيلية بحتة.
الدور الأمريكي الغير نزيهة في الوساطة لإنهاء الحرب لا يمكن أن يتغير، الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتبنى الرواية الإسرائيلية طيلة الوقت، لكن في نهاية الأمر ستخضع حكومة نتنياهو و تنجز الصفقة كما تريد المقاومة الفلسطينية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد