لماذا يهاجمون الأردن .. ومن هم؟

mainThumb

30-07-2025 12:35 AM

في الوقت الذي يشتدّ فيه الخناق على أخوتنا الفلسطينيين في قطاع غزة، ويتنكّر لهم فيه كثيرٌ من دول العالم، يقف الأردن في قلب العاصفة، ليمدّ يد الإغاثة لإخوانه المنكوبين بجرائم الكيان الصهيوني التي شارفت على إكمال سنتَين قاسيتَين من المجازر والمجاعة والتدمير، من عمر النضال الفلسطيني.
ما يقوم به الأردن ليس جديداً ولا منّة ولا دعاية لمواقفه السياسية، بل إنّه ما يمليه عليه الواجب العربي والإنساني الأخوي، والجميع يعلم، ومن يريد أن لا يعلم فهذا شأنه، أنّ الأردن حمل كلفاً عالية من القضية الفلسطينية، دون غيره من الأقطار العربية والإسلامية، وحمل القضية طوال العقود الماضية وجعلها قضيته المركزية الأولى.
وما يثير الاشمئزاز الأصوات المشكّكة بهذا الدور الإنساني للأردن، في ظلّ اتّساع رقعة المجاعة وفتكها بالإنسان الفلسطيني المحاصر، الذي لم تصله شربة ماء أو كسرة خبز قصداً من محتلٍ تجرّد من قيم الرحمة والإنسانية.
ولكن، لماذا هذه الهجمة، وماذا يقصد بها؟ للإجابة على هذا التساؤل علينا أن نقسّم المهاجمين إلى فئات محدّدة:
- فئة تهاجم الأردن لتعاملها مع الكيان الصهيوني علناً أو سراً، بهدف الإمعان في العدوان وقتل الشعب الفلسطيني، والمشاركة في الجريمة، وتعد هذه الفئة الأخطر دون غيرها، لأنّها العدو الحقيقي الذي يغطي وجهه "بديكورات" قد يغترّ بها البعض من أصحاب العقول الهشّة.
- فئة مأجورة تهاجم بمقابل مادي، مشغلة من جهات تتعارض مصالحها مع مصالح الأردن، وتهدف إلى تشويه هذا الدور الإنساني والتاريخي وتضعه موضع التشكيك، بل وصل بعضهم إلى وضع هذا الدور في خانة "الخيانة"، في وقت لم يقدموا فيه شيئاً للشعب الفلسطيني ولن يقدموا.
- فئة تتبع تنظيمات وأحزاب سياسية، وجدت في الهجمة ضالتها لتسديد حساباتها مع الأردن، دون أن تعي أو تكترث بأن هذا التصرف ليس في وقته الصحيح، وأنّ شربة ماء أهم من كل تصريحاتهم.
- فئة بلهاء تهاجم على مواقع التواصل الاجتماعي ركوباً للموجة، وكسباً للمشاهدات وتحقيقاً لأرباح من الإعلانات، وهذه الفئة أقل خطورة، ولكنها تتسم بالسذاجة والجهل وهذا لا يعفيها من المساءلة القانونية.
إذن؛ نحن أمام هجمة متشعبة، مفضوحة ومكشوفة، ولن تؤثر على الأردن أو موقفه الثابت من القضية الفلسطينية، وإنّ التصدي لهذه الهجمة يجب أن يتصف بخطاب عقلاني وبالعمل الجاد، والاستمرار في بناء الجسر الإغاثي لأهلنا في قطاع غزة.
والأردن، وعلى لسان وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني يقر أن ما يُرسَل إلى غزة غير كافٍ، وأن الإنزالات الجوية ليست بديلاً عن القوافل البرية التي تحمل الكم الأكبر من المواد الإغاثية، وقد أرسل الأردن 6 قوافل إغاثية كان آخرها 60 شاحنة مساعدات، ومستمرون في بناء جسر إغاثي أردني عربي عالمي لإنقاذ أهلنا في القطاع، رغم حملات التشويه التي تشنّها جميع الفئات السوداء التي تحدثنا عنها، والتي لا تفضح إلّا نفسها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد