ما أشبه اليوم بالبارحة

mainThumb

06-08-2025 11:23 AM

كان جيلنا وماسبقه من أجيال ينتظرون درّاسة القمح بفارغ الصبر-وكانت بيادر القمح مجمّعة بجانب بعضها البعض وكل فلاح حول بيدرة ينظف هنا ويسّهل هناك ويظبظب البيدر ويرتبه جيدا خوفا من انتقاد جيرانه أصحاب البيادر
وهناك استراحات بين هذه الأعمال يتخللها ابريق شاي على الحطب أو فطور او سدر طبيخ حليب تٌتقن طبخه احدى النشميات الساكنات ببيوت الشعر القريبة من البيادر
-فتتعالى ضحكات الفلاحين وانشراح صدورهم - فغّلة القمح والشعير لا يفصلها عنهم الا وصول الدرّاسه وعند وصول الدّراسة وركنها بجانب البيدر الاول يتعالى صوت ماتورها وصوت الفلاحين وعلامات الفرح على وجوههم وهم يحملون الشواعيب والمذاري ....

واليوم-يتكرر المشهد لكن على( ديرة الميّه) فتتناقل الاخبار الشبه مؤكدة أن الميّه ستُدار هذه الليلة....فتتهيأ الناس وتنار المصابيح وتُحضّر مواتير الشفط الكهربائية والابتسامات شارحة صدر المجاورين فهذا ينظف خزانه وذاك يحضّر البربيش وهذا يوصل ماتور الشفط بالكهرباء وهذا على ظهر السطوح وذلك متعربش سلم ونتجمع الجيران على ابريق شاي...ويأتي الصايح. ايش يا ولد ...يابه الحنفيه (بتخوّر)...ايه والله قربت تدور..هيه ولك بتّطيح من الحنفيه ميّ. لا يابه بس بتّتارع وبتنقّط ميّه تنقيط ....الله يفرجها.
شوي وتفعط الزلم والنسوان والأولاد....شو فيه يا ناس؟...اجت يا جماعه الميّ
الكل بركض على ماتوره وبربيشه وبتشتغل المواتير ولظلاظ الناس قايم وتمتدّ السهره تا يطلع النهار.
فجمعة البيدر بتشبه جمعة ديرة الميّ وفي كلا خير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد