بريطانيا تتراجع عن طلب الباب الخلفي من أبل

mainThumb

19-08-2025 12:04 PM

السوسنة - تراجعت الحكومة البريطانية عن مطالبتها السابقة لشركة "أبل" بتوفير "باب خلفي" يتيح للسلطات الوصول إلى بيانات المستخدمين المشفرة، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا حول الخصوصية والأمن السيبراني، خاصة بعد تحذيرات من إمكانية استغلال هذا الباب من قبل جهات خبيثة.

وجاء هذا التراجع بعد جهود دبلوماسية مكثفة قادتها تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، بالتعاون مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس، حيث أكدت غابارد عبر منصة "إكس" أنها عملت لأشهر مع الجانب البريطاني للتوصل إلى اتفاق يحفظ أمن المواطنين دون المساس بخصوصيتهم.

وكانت بريطانيا قد طالبت "أبل" في وقت سابق بتمكينها من الوصول إلى النسخ الاحتياطية المشفرة لمستخدمي أجهزة آيفون وماك، وهو ما دفع الشركة إلى سحب ميزة "الحماية المتقدمة للبيانات" من المستخدمين في المملكة المتحدة في فبراير الماضي، بعد صدور الأمر الرسمي.

وتتيح هذه الميزة للمستخدمين أن يكونوا وحدهم القادرين على الوصول إلى بياناتهم المخزنة على سحابة "أبل"، دون إمكانية حتى للشركة نفسها لفك التشفير، ما يجعلها من أقوى أدوات حماية الخصوصية الرقمية.

وقد أثار هذا الطلب البريطاني انتقادات واسعة من مشرعين أميركيين وخبراء في الأمن السيبراني، الذين حذروا من أن أي باب خلفي يمكن أن يُكتشف لاحقًا ويُستغل من قبل المخترقين، مما يُعرض بيانات الملايين للخطر.

ورغم رفض الحكومة البريطانية التعليق على تفاصيل الاتفاق، فقد أكد متحدث رسمي أن المملكة المتحدة تعمل منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات الأمنية، مع الحفاظ على خصوصية المواطنين في كلا البلدين، مضيفًا: "سنتخذ دائمًا كل الإجراءات اللازمة على المستوى المحلي للحفاظ على سلامة مواطني المملكة المتحدة".

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار النزاع بين "أبل" والجهات التنظيمية حول التشفير، والذي يعود إلى عام 2016 حين حاولت الحكومة الأميركية إجبار الشركة على تطوير أداة لفتح هاتف آيفون خاص بشخص يُشتبه في تورطه بأعمال متطرفة.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد