دعوى قضائية بعد انتحار طفل بسبب روبوت دردشة

mainThumb
مستخدم يقوم بتخصيص شخصية روبوت دردشة

25-08-2025 03:24 PM

السوسنة - في تحذير لافت يعكس تصاعد القلق العالمي من تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية والاجتماعية، دعا ألكسندر لافر، المحاضر في الإعلام والاتصالات بجامعة وينشستر البريطانية، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حماية جديدة لمنع المستخدمين من الوقوع في وهم الصداقة مع روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وأكد لافر أن هذه الأنظمة صُممت خصيصًا لتحديد مشاعر الأشخاص والتفاعل معها، ما يجعلها قادرة على خلق روابط عاطفية وهمية قد تؤدي إلى اعتماد مفرط أو تعلق غير صحي، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال أو من يعانون من اضطرابات نفسية.

وسلط التقرير الضوء على حالات واقعية أثارت الجدل، من بينها حادثة جاسوانت سينغ تشايل الذي تسلل إلى قلعة وندسور عام 2021 مسلحًا بقوس ونشاب، بعد محادثة مع روبوت دردشة يُدعى "ساراي" حول التخطيط لهجوم.

كما أشار إلى دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد شركة "Character.AI" وشركة غوغل، رفعتها والدة طفل يبلغ من العمر 14 عامًا، زعمت أنه انتحر بعد أن أصبح معتمدًا على التفاعل مع شخصية ذكاء اصطناعي ضمن لعبة أدوار.

وقال لافر بوضوح: "الذكاء الاصطناعي لا يكترث، ولا يمكنه أن يكترث"، مشددًا على أن التفاعل العاطفي مع هذه الأنظمة قد يكون مضللًا وخطيرًا، خاصة في غياب وعي كافٍ لدى المستخدمين. وأضاف أن حتى الأشخاص الذين يمرون بيوم سيئ قد يكونون عرضة للتأثر السلبي بهذه الروبوتات.

ودعا إلى تحرك عاجل في مجال التعليم لتعزيز فهم الناس لطبيعة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحميل المطورين والمشغلين مسؤولية حماية المستخدمين من التعلق المفرط أو التلاعب العاطفي.

ومن بين الإرشادات التي اقترحها لافر:

تضمين إخلاء مسؤولية واضح في كل محادثة، يذكّر المستخدم بأن الروبوت ليس شخصًا حقيقيًا.

إرسال إشعارات عند قضاء المستخدم وقتًا طويلًا في التفاعل مع روبوت الدردشة.

تحديد تصنيف عمري لاستخدام رفقاء الذكاء الاصطناعي.

تجنب الردود العاطفية أو الرومانسية العميقة التي قد توهم المستخدم بوجود مشاعر متبادلة.

ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه حالات التعلق النفسي بروبوتات الدردشة، وسط غياب تشريعات واضحة تنظم العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، ما يفتح الباب أمام نقاش عالمي حول أخلاقيات التصميم والتفاعل في هذا المجال المتسارع.

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد