جنون البريميرليغ لا يتوقف

mainThumb

28-08-2025 12:28 AM

أطوار مواجهة ختام الجولة الثانية من الدوري الانكليزي الممتاز بين نيوكاسل وليفربول على أرضية «سانت جيمس بارك» التي انتهت بفوز ليفربول بثلاثة لاثنين كانت استثنائية وخيالية، تعكس الإثارة التي يتميز بها دوري البريميرليغ مقارنة بغيره على جميع المستويات، حيث خطف ليفربول الفوز في الأنفاس الأخيرة من اللقاء بعد أن كان متقدما في الشوط الأول بواحد صفر، ثم بهدفين لصفر مع بداية الشوط الثاني الذي لعبه نيوكاسل بعشرة لاعبين اثر طرد مهاجمه غوردن، لكن مع ذلك تمكن من العودة الى المباراة وتعديل النتيجة، وكاد أن يخرج منتصرا لولا الهدف القاتل الذي سجله صغير ليفربول الطفل ريو نغوموها في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع بشكل جميل ومثير واستثنائي، أدخل المباراة عالم الجنون.
كل شيء كان حاضرا في المباراة بما في ذلك الاندفاع الذي جعل من الشوط الأول أعنف شوط في تاريخ الدوري منذ 2006 بين نفس الفريقين، بتسعة عشر خطأ مرتكبا، أشهر على إثرها حكم المباراة بطاقة حمراء في وجه مهاجم نيوكاسل توني غوردن وثلاث بطاقات صفراء في وجه غرافنبيرخ وابراهيم كوناتي ودان بيرن، ناهيك عن تدخلات أخرى قوية كثيرة متبادلة زادت من حجم المتعة والاثارة التي يعشقها الإنكليز ويستمتع بها غيرهم من عشاق الكرة في دوريات أوروبية أخرى خاصة عندما يكون ليفربول طرفا في أي مباراة حيث تسعى كل الأندية للاطاحة به، ويخرج لاعبوه تلك الروح التي يتميز بها كل من يلبس قميص النادي عبر التاريخ، فتكون المحصلة سيناريوهات درامية مثل الذي حدث في «سانت جيمس بارك».
الاثارة كانت حاضرة أيضا في مباراة بدت مفتوحة على كل الاحتمالات، بما في ذلك فوز كبير للبطل عندما سجل الهدف الأول وطرد بعدها حكم المباراة اللاعب غوردن من نيوكاسل، ثم سجل ليفربول هدفا ثانيا مع بداية الشوط الثاني بفضل الوافد الجديد ايكيتيكي الذي سجل ثالث أهدافه مع الفريق في ثلاث مباريات، قبل أن يخرج نيوكاسل ما عنده في الشوط الثاني ويعود في النتيجة قبل دقيقتين من نهاية المباراة، ثم يسرق الريدز الفوز في الدقيقة الـ110 بفضل الولد الصغير ريو نغوموها الذي صار أصغر هداف في تاريخ ليفربول، حيث لم يتجاوز 16 عاما، كان له الفضل في تحقيق الفوز، وكاد يودي بحياة العشرات من عشاق نيوكاسل وليفربول على حد سواء من شدة التأثر.
المباراة زادتها اثارة هذه المرة ما أثير قبل أيام عن الخلاف بين نيوكاسل ومهاجمه ألكسندر إيزاك الذي تلقى عرضا للانضمام الى ليفربول بقيمة 110 ملايين جنيه استرليني، ما زاد من حدة الشحن في المدرجات و فوق أرضية الميدان، اضافة الى الجودة العالية التي يتوفر عليها ليفربول وعقلية القتال التي يتحلى بها لاعبوه رغم الأجواء المشحونة، مقابل القدرة الكبيرة لخصمه على مجاراة الوتيرة والعودة في النتيجة رغم الطرد الذي تعرض له مهاجمه غوردن وتأخره في النتيجة بهدفين لصفر قبل أن ينهار في الوقت بدل الضائع من مباراة تعد بدوري استثنائي هذا الموسم مع استمرار تألق أرسنال وعودة تشلسي وتوتنهام والمان يونايتد إلى الواجهة، في انتظار استفاقة السيتي المرتقبة رغم خسارته على ميدانه في الجولة الثانية أمام توتنهام.
الكثير من المحللين وصفوا ليفربول بالفريق المحظوظ في عهد المدرب الهولندي أرني سلوت، رغم نجاح فريقه في تسجيل 86 هدفا في 38 مباراة الموسم الماضي من بينها 44 هدفا خارج «الأنفيلد»، وتتويجه المستحق بلقب الدوري، لكن ذلك لا يمنعنا من الاشادة بفريقه وبدوري متميز يحدث فيه العجب حتى في مباريات بين فرق عادية، أو مواجهات بين من يصنفون ضمن خانة الكبار ضد الصغار، حيث يصعب التكهن بمن يفوز مهما كانت الفوارق في المستوى، ويصعب على الدوريات الأخرى أن تبلغ الاثارة والمتعة والجنون الذي وصله الدوري الإنكليزي الممتاز.

اعلامي جزائري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد