ألا أيها الباكونَ شوقًا، تعلَّلوا

mainThumb

04-09-2025 08:55 PM

كما قرأته:
ألا أيّها الباكونَ شوقًا، تعلَّلوا
بدمعٍ على خدٍ من النور يهطلُ

سرى عبر أزمانٍ من الدهر ليلةً
تحلّى بمحمودٍ، تحلّى به القولُ

مشى وهو من يلقي التّحياتِ مثلَها
ألم يُبدِ ذاك الغصن عشقًا بهِ ميلُ؟

كأن الحسينَ الغضَّ يهوى سجودَهُ
على ظهرِه يلهو، وفي قلبِه وصلُ

ودوماً أحسَّ الموتَ لاذَ ببابِهِ
فلم يُبدِ أو يسخرْ- ولو لامَهُ- العذلُ

جِمالًا رأى تُطفي من الماءِ غُلّة
وتلقاءَ ذاتٍ زان رفقَتهُ العدلُ

بدا وقتَها يهفو من الخُلدِ غُرفةً
يُعَلِّي بريقَ الحرفِ عهدًا بهِ وصلُ

وبينَ الأُلى لم يُنسَ فضلٌ لأهلِهِ
إذا راحَ يُصغي؛ بعضُه يقتدي الكلُّ

وسيمٌ قسيمٌ، ضالعُ الفاهِ مُفصحٌ
فقد بلَّ ريقَ الذكرِ، منطقُهُ فصلُ

له سمتُ نوحٍ حينَ يدعو مضَرَّجًا
بعقلٍ أراقَ الحسَّ فيضًا به أملُ

وفي عينهِ دعجٌ، ومن فوقَها بدا
جبينٌ كمرآةٍ لها دائماً بذلُ

ثنى رجلهُ اليُمنى إلى الصدرِ آكلاً
أياديه قبلَ الأكلِ دومًا لها فضلُ

فما ضمَّ رجلاً بل يواسي جليسَهُ
فيا لكَ من أمنٍ يسيرُ به جيلُ

وإصلاحُ ذاتِ البينِ أمرٌ دعا لهُ،
قفا واغفرا، إنَّ الأعاديَ قد ذلُّوا

وعن ناجذيه الشمسُ تبدو كأنَّها
دنت، عندهُ نوراً فإشراقُه بذلُ

خلا الشهرِ صام الصومَ، يصبو بروحِهِ
أماتَ الهوى من صغره والهوى كهلُ

وحُمّاه شوقٌ من فراقٍ أصابَهُ
متى يا فتيلَ الشوقِ تخبو بنا الشعلُ؟

وبالخير أغرى القلبَ ركضًا مسارعًا
فمن لم يمسَّ الطينَ يسجو؛ ويبتلُّ

ونور على يمناه مسك معطّرٌ
فيا سيّدي، لولاك ما انبلجَ الليلُ

قواريرُكم مرآتُكم، فانظروا بها
فتلك الأيادي ناعماتٌ كما الطلُّ

وردنا شرابًا حالَما مرَّ ذكرُهُ
فطابَ لنا من طيبهِ والهوى يدنو

وأصبحتَ حيًّا في قلوبٍ غفيرةٍ
وما زلتَ تُلقي بالتّحياتِ لا تسلو

وقد نُكِّست راياتُنا حين فقدهِ
كأني بها ترثيه، والسفحُ والجبلُ

ألا أيها الآتونَ بعدي أحِبُّكم
ألا أيها الباكونَ في ذكرهِ صلّوا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد