العم عبعال

mainThumb

07-09-2025 10:14 AM

يشبه الاختراع المعروف باسم «يوتيوب» خزانة خاصة متنقلة، من أشرطة البدائع التي يمكنك العودة إليها لحظة تشاء. قد تكون هذه مسرحية من الروائع، أو خطاباً تاريخياً، أو حفل عرس في العائلة. لكنها جاهزة دائماً لأن تكون في تصرفك مثل أرشيف الجريدة. غير أن الفارق هائل بين الأرشيف الصامت والتسجيل الحي بحرفيته.

يشاهد المرء رائعة من روائع المسرح ويتساءل: ماذا لو لم يكن هناك «يوتيوب»؟ كيف كنا سوف نستعيد مشهداً من 10 دقائق بين أحمد بدير وسهير البابلي في «ريّا وسكينة»، العريف بشريطة حمراء على كل كم من الكمّين، وسكينة الصعيدية باللغة الريفية ابنة الترع يابا، ومالئة المسرح، صخباً وضحكاً وبس يا كبدي؟

يا عم، عبعال. والعم عبعال يا ضناية، هو نفسه العم عبد العال أبو شريطة حمراء، وصديق سكينة... وأنتم لا تعرفون بأي تلطّف كانت ريّا تدلل سُكينة: يا أختي يا سَكَنكن.

حوَّل المصريون الجريمة المشهورة إلى أعلى ميزان ريختر. في الصحافة، حولت إلى أكثر الروايات رعباً. على المسرح تحولت إلى هزة خشبية يضحك لها الممثلون والمخرج والحضور، والخروج على النص بين كوميدي حتى الجنون يدعى أحمد بدير، وكوميدية لها ضحكة بعرض الستارة تدعى سهير البابلي.

أين المسرح اليوم؟ قبل فترة أعادنا الدكتور محمد أبو الغار إلى بديع خيري. مساكين الذين لم يلحقوا عصر بديع خيري. عصره كان نجيب الريحاني، وسعيد درويش، وماري منيب. تعرفتُ إلى بديع خيري من أرشيف الأسود والأبيض. وأضحكني أكثر من شارلي شابلن، وجيري لويس وفرينانديل.

في الفن، كان المسرح لمصر وحدها. الآخرون كانوا «الممثل القدير»، وليس الفتى الأول، أو النجم الأول، كان المسرح العربي لمصر باستثناء بعض الاستثناءات مثل الريحاني (العراق)، وأنور وجدي (سوريا)، ومجموعة قليلة جداً من اللبنانيين واللبنانيات. لكن الحاضنة الكبرى ظلت مصر، خصوصاً في أزمان الغمّ واليأس.

هنا تتذكر الناس الكوميديا في أعلى درجاتها وطبقاتها. النجمة الأولى فيها يا أختي يا سكنكن التي تصرخ «شيلو الميِّتين اللي هنا»، وتفقع الناس من الضحك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد