قصفت الدوحة يوم قصفت بغداد

mainThumb

11-09-2025 01:14 PM

السوسنة - أكثر من ربع قرن على قصف بغداد، وقريبا منه على احتلالها، والمثل العربي: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" وقصته المشهورة، ودلالته المعتبرة ما تزال ماثلة للعيان في كل حدث يصيب الأمة، يؤلمها، يكلمها، لكنه للأسف لا يوقظها من غفلتها.

منذ زُرع هذا الكيان المجرم في قلب الأمة، وأصبحت الأمة دولا ودويلات، وبدل أن تجمع بعضها بحبل الله، لينطبق عليها المثل الشعري:" تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا"، ويكون مكمن قوتها في وحدتها، مدت حبالها إلى عدوها، ظنا أنه من سيمنحها الأمان، حتى انطبق عليها الشطر الثاني من البيت الشعري: "وإذا انفردن تكسرت آحادا".

هل أصبحنا نجتر الكلام ذاته ليلا ونهارا؟ ليصبح دندنة اعتدناها دون معنى ودون عبرة! ألا يكون لنا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ضياء ونورا نستدل به معالم الطريق؟ وتلين بها قساوة القلوب! وفي التاريخ قديما وحديثا منارات ومشاعل تطرد بها ظلام العقول، وخفافيش الليل، والمصالح الخاصة الآنية، ويكأن الأمة تقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.

يقول الله عز وجل: { وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَىِٕنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِی جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرٍ }. [سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٢٠]. ويقول عز من قائل: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ }. [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٥١]. وبدل أن تكون هذه الآيات ضياء يقود الأمة، أصبحت تنعت بالفكر الظلامي.

وفي التاريخ؛ ماذا كانت نهايات الدول والمدن والجيوش والأمراء الذين ناصبوا العداء لبعضهم، ومدوا يد الولاء لعدوهم من المغول والتتار؟ سوى القتل والدمار والخزي والعار.

نعم... سيطال القصف كل عواصم العرب والمسلمين، في الأمس بغداد واليوم دمشق والدوحة وبيروت وصنعاء، وغدا القاهرة والرياض وأبو ظبي وأنقرة وكراتشي، وسيكون الاحتلال في طريقه إلى بلاد الشام ومصر والخليج.

في الأمس القريب قصفت إيران قطر، واليوم يقصف الكيان الغاصب الدوحة، أين الولايات المتحدة؟ كما يقول المثل العربي: المتاجر فيها خسران... والمتغطي بيها بردان! لكن السؤال الأهم: أين العرب؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد