العدوان الصهيوني على قطر .. وماذا بعد
منذ إعلان استقلال دولة قطر لم تكن يومًا معادية للكيان الصهيوني، ولم تُخضْ حربًا ولا تقدّم حتى مساعدات لما كان يُعرف بدول الطوق. فهي دولة مسالمة لا تعادي أحدًا، وغاية ما يمكن تقديمه هو المساعدات الإنسانية لأهل غزة. فهي أيضًا دولة حديثة حباها الله بثروات وموارد طبيعية كالنّفط والغاز.
وفي الربع الأخير من القرن برز دور لقطر مختلف عليه، ولكنه في كل الأحوال اتّخذ دور الداعم للأحداث المؤسفة التي عُرفت بـ«الربيع العربي». وواجهت قطر انتقادات عنيفة، خاصةً بسبب ما اعتُبر دور ذراعها الإعلامي، قناة الجزيرة، في بثّ الثورات في ليبيا وسوريا ومصر.
وحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة كان لقطر دور إعلامي رائد في فضح الجرائم الصهيونية عالميًا، وارتقى من إعلامييها شهداء، وليس أنس الشريف آخرهم. ولدولة قطر دور حيوي إلى جانب الشقيقة مصر في المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من أصحاب المؤبدات والأحكام الطويلة، كما أُطلق أسرى صهاينة، ونجحت مصر وقطر في ذلك إلى حدّ كبير رغم التنمّر والبلطجة الصهيونية.
واليوم يأتي هذا العدوان الصهيوني الهمجي البربري الغاشم على دولة قطر ليثبت لهذا العالم الأعمى الذي لا يرى إلا بعين واحدة — ما يسمى الإرهاب العربي — حقيقة الإجرام الصهيوني، وأنه تفوّق على كل مجرمي العصر من النازية إلى الفاشية، وأن هذا الكيان الاستيطاني السرطاني فاقهم إجرامًا. ومنذ إنشاء هذا الكيان الاستيطاني السرطاني في قلب الأمة العربية — فلسطين — وهو يثبت أنه كيان مجرم عدواني لا أمان له. ودولة قطر استضافة حركة حماس كانت برغبة صهيوا–أمريكية، هكذا أكدت قطر. ومن استهدفهم الكيان المجرم لم يكونوا من الجناح المسلح للحركة، بل كانوا مفاوضين من أجل التوصل إلى حل ينهي مأساة مليوني إنسان في غزة، التي يقف العالم كله للأسف متفرجًا عاجزًا عن وقف حرب إبادة شعب. وفي أي عرف دولي يستهدف المفاوضون إلا لدى هذا الكيان، ناهيك عن انتهاك سيادة دولة قبلت وساطتها إلى جانب مصر من جميع الأطراف بما في ذلك الكيان الصهيوني نفسه وحليفه الأمريكي، الذي هو العقل والأساس لدعم الكيان الصهيوني المجرم. ولولا موافقة الأمريكي لما تجرأ العدو الصهيوني على هذه الجريمة، فهو أضعف من أن يقوم بأي عدوان خلافًا لرأي الأمريكي.
لذا لا تُصدّقوا دونالد ترامب، فهو يكذب كما يتنفس؛ يغيّر رأيه في كل شيء كما يغيّر ملابسه، إلا شيء واحد: دعم الكيان الصهيوني المجرم. فهذا من ثوابت كل قاطن بالبيت الأبيض سابقًا وحاليًا. وكل كلام ترامب كان خداعًا لقتل جميع المفاوضين الحمساويين، وعندما شاء الله غير ذلك، أخذ يكذب ويصرّح أخيرًا أن العدوان قد يكون مقدمة للوصول إلى حل لإنهاء حرب الإبادة على غزة — التي للأسف ليس لها اسم ولا عنوان غير ذلك.
وليلة الخميس على جمعة كان مجلس الأمن مجتمِعًا، وكانت كلمات كل الوفود بما في ذلك الوفد الأمريكي — وإن كانت على خجل — محاكمةً لجريمة العدوان الصهيوني على قطر، لكن للأسف أُفرِغ الاجتماع من مضمونه كما يجب. وكانت كل كلمات الأعضاء إدانةً للكيان المجرم، وابتدع وزيرا الخارجية الأردني والقطري أكثر الكلمات قوة ووضوحًا وإدانةً لجريمة العدوان الصهيوني الهمجي على سيادة دولة شقيقة. ولكن فوجئنا في البيان الختامي للمؤتمر بإدانة العدوان دون ذكر اسم المعتدي، وكأنما هو عدوان من كوكب آخر مجهول، وليس من كيان عدواني إجرامي منذ أن وجد بقرار التقسيم المعروف رقم 181 لعام 1947م. وكان المؤتمر جلسة محاكمة أممية للعدو الصهيوني وسلوكه الهمجي البربري.
لو وجد في هذا العالم الظالم أي نوع من العدالة والإنصاف لتم طرد الكيان من الأمم المتحدة وإنهاء عضويته في هذه المنظومة التي أوجدته، وهو أكثر الخارجين على شرعيتها وفقدان هيبتها. إن هذا الكيان المجرم جُلب بقاطنيه من الخارج على حساب السكان الأصليين من العرب، واعترف به أمميًا بحكم موازين القوة، وهو أكثر كيان مارق وغير ملتزم حتى بالقوانين التي شرّعت وجوده. لكن هذه أمريكا، وهذا عصرها؛ فهي وُجدت لتغتال الأنظمة والقوانين، وُجدت لدعم الظلم والقهر والاستبداد، لعلّها تنظر لحلفاء الولايات المتحدة الشيطانية في الشرق الأوسط. ووطننا العربي بشكل خاص يعطينا مؤشرًا على غياب كل القيم والقوانين.
وبعد هذا العدوان الإجرامي على دولة قطر — التي على أرضها أكبر قاعدة أمريكية خارج حلف الناتو — من سيؤمن من دول المنطقة لأمريكا ودورها في المنطقة؟ ومع كل ما قدّمته قطر جرى العدوان عليها بمباركة أمريكية، وهناك من يقول إن كل ما جرى متفق عليه. حتى لو كان ذلك صحيحًا جدلًا، فالحالة القطرية أشبه بجلب العرب بالقوة لمؤتمر مدريد بعد مأساة تدمير العراق.
ويبقى العدوان على قطر واستهداف وفد مفاوض جرائم حرب لا تُغتفر ولا تسقط بالتقادم، لكننا اليوم في شريعة أسوأ من شريعة الغاب التي تحكمها أمريكا، والعالم يسير وفق ذلك باتجاه معاكس لكل القيم والمبادئ والقوانين الدولية ذات الصلة. وهي — أي أمريكا — الوجه الآخر للكيان الصهيوني المجرم. بقي أن أقول: ليس أمام العرب إلا أن يتّحدوا وإلا سيندثرون، لا غير ذلك، ولا عزاء للصامتين.
الحسين إربد يتعاقد مع البرازيلي ني فرانكو مديرا فنيا للفريق الأول
نتنياهو: إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" في الآونة الأخيرة
وفاة أبو بشت تهز مواقع التواصل في السعودية
قتيلان و11 مصابا باشتباكات بين القوات السورية وقسد في حلب
حسابات إسرائيلية تلجأ للذكاء الاصطناعي للتشكيك بمأساة فيضانات غزة
من هم أبطال مسلسل ليل النسخة المعربة من ابنة السفير
بسمة بوسيل تقاضي عرّافة زعمت تسببها بمرض تامر حسني
كأس أفريقيا .. زامبيا تخطف تعادلا من مالي بهدف قاتل
النفط يتجه لأطول سلسلة خسائر شهرية منذ 2023
الفيصلي يفوز على شباب الأردن ويتأهل لنصف نهائي كأس الاردن
اليابان تدرس إعادة تشغيل أكبر محطة نووية لتوليد الكهرباء في العالم
الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة
اشتباكات عنيفة بين قوات قسد والجيش السوري شمالي حلب
الحكومة: لن نتهاون مطلقًا مع أي جهة أو شخص يروّج معلومات كاذبة
الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية




