الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية

mainThumb

20-09-2025 05:50 PM

في أوروبا لم يكن قرار الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية وليد اللحظة ولم يكن الهدف منه تحصيل الأموال بقدر ما كان خطوة استراتيجية لحماية البيئة وصحة الإنسان.
التجربة هناك اعتمدت على مبدأ التدرج فُرضت رسوم رمزية على الأكياس البلاستيكية بالتزامن مع توفير بدائل عملية مثل الأكياس القماشية والورقية ثم ارتفعت أسعار الأكياس تدريجياً حتى أصبح المواطن يرى من غير المنطقي دفع ثمنها مقارنة بامتلاك حقيبة دائمة يعيد استخدامها.

إلى جانب ذلك لعبت حملات التوعية دوراً محورياً في ترسيخ القناعة الشعبية. المدارس والجامعات والإعلام سلطت الضوء على أضرار البلاستيك الذي يلوث البحار والأنهار ويهدد الكائنات الحية وربطت السلوك اليومي للمواطن بالقيم البيئية والمواطنة المسؤولة. وهكذا تحوّل حمل الكيس القماشي إلى ثقافة عامة تُعبر عن الوعي والتحضر لا مجرد التزام بقانون.

أما في الأردن فقد جاءت مبادرة وزارة البيئة بتوزيع ثلاثة أكياس قماشية لكل أسرة مقابل مبلغ رمزي لا يتجاوز عشرة قروش. ورغم أهمية الخطوة يبقى التحدي الحقيقي في الغاية والأسلوب فالمواطن لن يقتنع إذا شعر أن الهدف هو جباية الأموال بل سيقتنع إذا لمس أن المقصود حماية البيئة وصحته وصحة أبنائه.

من هنا فإن نجاح التجربة الأردنية يتطلب :

1. حملات توعية شاملة تشرح للمواطنين مخاطر البلاستيك وأهمية التغيير.

2. توفير بدائل عملية ومنتشرة مثل الأكياس القماشية والورقية بأسعار معقولة.

3. التدرج في التطبيق حتى يعتاد الناس على التغيير دون مقاومة.

4. التطبيق الصارم والعادل بحيث لا يبقى القرار حبراً على ورق.

إن حماية البيئة ليست ترفاً بل ضرورة تمس حاضرنا ومستقبلنا وإذا كان المواطن الأوروبي قد اقتنع ودفع ثمن الكيس البلاستيكي عن قناعة فإن المواطن الأردني قادر على تبني نفس الثقافة شرط أن تكون الرسالة صادقة.


والغاية واضحة بيئة أنظف وحياة أفضل للجميع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد