العرب .. قوة مهدرة
تعلمنا ونحن على مقاعد الدراسة بأن العرب لديهم عدة عوامل مشتركة تجعلهم قوة لا يستهان بها إذا استثمرت. فالعرب يجمع أغلبهم دين واحد ولغة واحدة بغض النظر عن اختلاف اللهجات، ولديم قوة بشرية ضخمة أغلبها من الشباب المتعلم جيدًا وقد أثبت كفاءة عالية في ميادين العلم والعمل، وكذلك مساحة دوله تفوق الأربعة عشر مليون كيلو متر مربع تمتد من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي تحتوي في باطن الأرض مجموعة كبيرة من الثروات من الموارد الطبيعية أهمها النفط، وتلك المساحات الشاسعة من الأراضي تحتوي على موارد مائية جعلت أغلبها صالحة للزراعة لتجعل منها سلة غذائية، إضافة إلى تشابه العوامل الثقافية والعادات والتقاليد وغيرها من العوامل المشتركة.
وفي هذه المناسبة نستذكر ما قاله العقيد القذافي رحمه الله في أحد مؤتمرات القمة العربية بأنهم يقولون بأن العرب شعب واحد تجمعهم لغة واحدة وأصول واحدة ومصالح مشتركة وثقافة واحدة وما إلى ذلك، وفي الحقيقة لا يجمعنا سوى هذه القاعة أو كما قال. إلا أننا نختلف مع القذافي رحمه الله بأن العالم أجمع يقر بأن ذلك صحيح وأن العرب لديهم من المقومات الكثيرة التي وأن اجتمعت ستشكل قوة ضاربة اقتصادية وعسكرية لا يستطيع أحد مواجهتها، ولكن الخلافات السياسية والمصالح الفردية لكل دولة هي من صنعت الفرقة والضعف بين الدول الدول العربية.
وها نحن نرى بأن العدوان على غزة امتد ليصيب قطر بعد لبنان وسوريا، وها هو الأن يمتد ليطال قطر، وقد يمتد إلى دول أخرى إذا لم يجد ردًا حاسماً من قبل الدول العربية. وقد تابع المواطن العربي خلال الأيام القليلة الماضية القمة العربية الاسلامية للرد على الهجوم الاسرائيلي على دولة قطر لاغتيال أعضاء الوفد المفاوض من قادة حماس في مقر اقامتهم في الدوحة. ولم تراعي إسرائيل أية اعتبارات دولية أو قاون دولي أو أية تشريعات أو علاقات تربطها مع دولة قطر، ولكنها ضربت في ذلك عرض الحائط في سبيل تحقيق مصالحها.
وفي الوقت الذي لا يبالي المواطن العربي بهذه القمم والاجتماعات التي لم ولن تسفر عن شيئ سوى الشجب والاستنكار، إلا من بعض كلمات بعض القادة الذين شددوا بأن الرد على اسرائيل يجب أن يكون حاسماً وإلا ستستمر إسرائيل في غطرستها وعدوانها على المدنيين العزل في غزة وفي الدول العربية التي تعرضت للإعتداء إن لم تجدمن يوقفها بقوة السلاح لا بقوة الكلمة. وكما توقع المواطن العربي فإن قرارات القمة كانت مخيبة للآمال العربية كعادتها ولم تتخذ موقفا موحد قوياً للرد على اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة التي تدعمها سياسياً وتزودها بالسلاح.
ويؤكد ذلك بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تتنافس فيما بينها للسيطرة على هذه المنطقة، فقد قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأول زيارة خارجية له بعد انتخابه إلى المنطقة العربية شملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات. وتلك الزيارة كشفت بأن العرب قوة لا يستهان بها، وأنها كأمة لديها من مصادر القوة الكثيرة والكبيرة إذا ما استغلت ستشكل نقطة فارقة في الجغرافيا السياسية في هذه المنطقة وفي العالم.
سيقول الكثير ون بأن زيارة الرئيس الأمريكي لهذه الدول ليست زيارات مجاملة ولا محبة وإنما زيارة مصالح للحصول على الأموال لدعم الاقتصاد الأمريكي وتسويق الشركات الأمريكية في السعودية ودول الخليج العربية الغنية. قد يكون هذا صحيحًا، بل أنه يعتبر أول عنصر من عناصر القوة العربية ألا وهو المال الذي يمثل أهم عناصر القوة الاقتصادية.
فالرجل يبحث عن مصادر مالية واقتصادية تدعم اقتصاد بلاده، وهذا ليس عيبًا به وإنما ميزة تحترم لرئيس يسعى لانقاذ بلاده من أزمات قد تعصف بها بعد الحرب التجارية والاقتصادية التي شنها على معظم دول العالم وخاصة الدول الصناعية الأصدقاء والحلفاء والأعداء على حد سواء. وبتفسير ذلك الأمر نجد أن مصلحة الدولة وشعبها أولوية لدى رئيسها وقيادتها. وكم كان المواطن العربي يتمنى أن يكون جميع قادة دولنا العربية والاسلامية يحذو ن حذوه في الحفاظ على مصالح دولنا في تحالفهم ضد المصالح الخارجية التي لم تساعد دولنا في التصدي للغطرسة الأمريكية والاسرائيلية في الاضرار بوطننا العربي وشعبه العربي.
ولسان حال المواطن العربي يقول بأن هذه الإمكانات والقدرات العربية يمكن استثمارها في حماية المصالح العربية، لا نقول اتحاد لأن ذلك ضرب من المستحيل في الوقت الحاضر ولكن يمكن أن يكون هناك تحالفات عربية عربية والابتعاد عن المصالح الفردية لكل دولة، فكما تقول القاعدة العامة بأن المصلحة العامة الجماعية تحقق المصالح الفردية وليس العكس بان المصالح الفردية لا تحقق المصلحة الجماعية للدول العربية.
وفي هذا المقام، لو تم إرسال طائرة حربية واحدة من كل دولة عربية واسلامية بدلا من الطائرات المدنية التي حملت القادة والمسؤولين وحطت في قطر للمشاركة في القمة، وتقوم تلك الحربية مجتمعة بجولة حول قطر وغزة فستكون أقوى رسالة لهذا العدو المتغطرس وللأخرين بأن أي تهديد لأي دولة عربية هو تهديد لجميع الدول العربية والاسلامية فعلا لا قولاً وأفضل من النشاط دبلوماسي والسياسي والاجتماعات والمؤتمرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وسيكون ذلك أوضح وأكبر وأقوى رد من الكلمات والشجب والاستكار والاجتماع في القصور والفنادق الفخمة. وأن انفاق الأموال الطائلة على شراء السلاح يستخدم للحماية لا للاستعراضات العسكرية فقط.
نعم، يجب التدخل بشكل قوي لوقف العدوان على غزة وغيرها من الدول العربية، ولكن ليس بشكل منفرد في حرب مع الكيان المحتل فتلك مغامرة كبيرة قد تعصف بأية دولة منفردة وهو نوع من الانتحار ولا تستطيع دولة مفردة الدخول في صراع مع اسرائيل، فالعالم أجمع يعلم بأن هذا الكيان يتلقى دعما كبيراً من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ولكن المطلوب هو قيام الدول العربية والاسلامية بالتحرك لحل أزمة العدوان على قطاع غزة مجتمعة.
وأخيراً فالعرب يتحملون المسؤولية الجماعية عمل يحصل في غزة وغيرها من الدول العربية، ولكن كل دولة منفردة نلتمس لها العذر منفردة في تصديها لهذا العدوان.
الله غالب
سوريا تشيد بواشنطن بعد رفع العقوبات عن الشرع
الحكومة اللبنانية تدعم خطة الجيش لحصر السلاح
حماس: غارات إسرائيل على لبنان جريمة حرب
الاحتلال يطلب ضمانات أمريكية لمواصلة عملياته في غزة
غوغل تضيف خيارًا بين ترجمة دقيقة وسريعة
رصد أقوى توهج لثقب أسود في الكون
انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية
وزير الثقافة يلتقي وفدًا من جمعية الرواد للفنون التشكيلية
أنباء عن حبس إلهام الفضالة تثير الجدل
الكأس السوبر المصرية .. الزمالك والأهلي إلى النهائي
مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري
واتساب يطوّر ميزة لحماية الحسابات من الاحتيال
أنجلينا جولي تجري زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
مدعوون للتعيين في الإحصاءات العامة .. أسماء
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
إعادة تصدير أو تفكيك 1896 مركبة في الحرة
توجه لرفع تسعيرة الحلاقة في الأردن
80 راكبا .. الدوريات الخارجية تضبط حافلة على الصحراوي بحمولة زائدة
تعديل ساعات الدوام الرسمي في جامعة اليرموك- تفاصيل
إربد تحتفي بذهبها الأحمر في مهرجان الرمان .. صور وفيديو
نقيب الصحفيين ونائبه في ضيافة عمان الاهلية
نشر نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة الصحة
وظائف شاغرة في أمانة عمان .. رابط





