عندما ياتي الدواء من قلب الداء

mainThumb

23-09-2025 09:43 AM

بقدر عظم المصيبة تكون الأثمان عظيمة للتخلص منها، وبقدر عِظم تغلغل الصهيونية في بلادنا والعالم، يكون الجهد كبيراً في إخراجها من بلادنا والعالم.
وإن كنا نحن العرب أكبر المكتوين بنارها، فليس هناك شعب منوط به القيام بهذا الجهد الكبير وحده، بل على شعوب العالم أن تشارك في محاربتها واقتلاعها، فقد أظهرت حرب غزة أن كل شعوب العالم تعاني من سيطرة الصهيونية على الحكومات، وإيقنت شعوب العالم أنها ترزح تحت نيرها وتكتوي بنارها وأصبحت تلمس آثارها وتعاني تغولها على الارض والإنسان والموارد.
وما دامت فئة من العرب تصدت لهذا السرطان وبدأت المواجهة، وصمدت وما زالت توجع ذراعها العسكرية المتمثلة باميركا والكيان، فإن انهيار المنظومة المتوحشة التي تريد استعباد الشعوب ومنها الشعوب العربية، قد بدأ، بل هو في طريقه الى كسرها والتحرر منها، ولكن بأثمان باهظة وتضحيات كبيرة.

صحيح أن الأثمان التي قدمتها غزة كبيرة والطريق ما زالت طويلة إلا أن الوصول بات قريباً لدحر الكيان وتخليص العالم منه، فالدول الغربية ايقنت أن استفاقة الشعوب لا يمكن كبحها، وأن كل تجاهل لما يفعله الاحتلال في فلسطين، سيزيد ثورة الشعوب حتى تقلب الطاولة على الحكومات المتصهينة في الغرب..

الاعترفات من دول مثل بريطانيا وفرنسا حدثت جراء الضغط الشعبي وخوفهم أن تنهار أنظمتهم قبل انهيار الكيان الغاصب، فعجلوا الى القفز من المركب الذي صنعوه بايديهم، ليستعبدوا العرب ويسيطروا على مواردهم، وهذه الاعترافات في نظر حكومات الغرب وخاصة بريطانيا مراوغة للشعب، والحفاظ على وجود دولة الاحتلال، وبعد هدوء العاصفة يعودون إلى سيرتهم الأولى فهم متمرسون في الغدر.. أما نحن وأقصد الشعوب العربية، فنعتبرها "مرحلة مهمة" في صراعنا مع الدولة المارقة، التي أصبحت جذورها تذوي، والاستمرار بالكفاح بكل أشكاله كفيل بموتها..

كل الأثمان التي دفعها الشعب الفلسطيني وشعوب ما تسميه الدول الصهيونية العالم الثالث، كان لا بد منها لقلب الرأي العام العالمي ضد الصهيونية، وضد الكيان ورعاته..
ولم تطل نكبة غزة وسكوت العرب عنها إلا لتتحرك شعوب الغرب ليضغطوا على دولهم، التي كانت هي سبب "الداء" الذي نعاني منه على مدار مئة وعشرين عاماً، ليكون الدواء لها من نفس أصحاب الداء الذي سبب لها المرض.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد