مطعم فرنسي يمنع الحجاب واللحية ويثير غضب العاملين

mainThumb
أحد فروع سلسلة مطاعم "كويك"

29-09-2025 01:12 PM

السوسنة - واجه موظفو أحد فروع سلسلة مطاعم "كويك" في مدينة ميرينياك غرب بوردو الفرنسية أزمة حادة بعد استحواذ المالك الجديد مهدي سماين على المطعم في أغسطس/آب 2025، حيث حاول فرض لائحة داخلية جديدة اعتُبرت تمييزية بحق الموظفين المسلمين.

وشملت اللائحة منع ارتداء الحجاب، وإطلاق اللحية، واستراحة الإفطار في رمضان، واستخدام الحناء، مع التهديد بعقوبات تأديبية قد تصل إلى الفصل.

وقالت مديرة المطعم حياة الغنامي إن هذه الإجراءات تستهدف بشكل مباشر الهوية الثقافية والدينية للموظفين، مشيرة إلى أن المالك يسعى لاستبدال الطاقم الحالي بموظفين "أكثر بياضًا"، رغم أن الفريق يتكون من شباب مهاجرين يعملون بجد في ظروف صعبة.

وبحسب موقع "ميديا بارت"، لم يتراجع المالك في البداية، بل أرسل تعليمات مباشرة تطالب بتنفيذ قواعد الحلاقة، مما زاد التوتر داخل الفريق. وأفاد موظفون بأنهم تعرضوا لإهانات متكررة من أحد مساعدي المالك، ما دفع بعضهم للاستقالة، فيما قرر آخرون البقاء رغم الضغوط.

وعقب نشر القضية في الصحافة، تدخلت إدارة "كويك فرنسا" مؤكدة أنها لم تكن على علم بهذه القواعد، وتواصلت مع المالك ومفتشية العمل، مشددة على أن أي قيود تتعلق بالمظهر يجب أن تستند إلى اعتبارات الصحة والسلامة، لا إلى أسس دينية أو ثقافية.

وأمام تصاعد الانتقادات، تراجع مهدي سماين عن اللائحة، مدعيًا أنها "لم تُطبق مطلقًا"، وتعهد بإجراء تحقيق اجتماعي محايد لتقييم الوضع داخل المطعم.

من جانبها، أكدت المحامية المتخصصة في قضايا التمييز كلارا غاندين أن ما حدث يُعد مثالًا واضحًا على التمييز المباشر، مشيرة إلى أن القانون الفرنسي لا يسمح بإدخال مبادئ الحياد في اللوائح الداخلية إلا بشروط صارمة، أهمها عدم استهداف ديانة بعينها.

ويأتي هذا التوتر في وقت تسعى فيه سلسلة "كويك"، المملوكة لصندوق الاستثمار الأميركي "هاي كابتال"، إلى التوسع مجددًا في السوق الفرنسية، بعد أن فقدت العديد من فروعها لصالح "برغر كينغ".

وفي ظل استمرار الأزمة، أعلن الموظفون عن إضراب في الأول من أكتوبر، فيما يُنتظر التصويت على النسخة المعدلة من اللائحة الداخلية أمام اللجنة الاجتماعية والاقتصادية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد