صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - يُشكل تشخيص سرطان الدماغ مصدر قلق بالغ لأي شخص، لكن الجانب الأكثر إثارة للرعب في هذا المرض هو أن أعراضه المبكرة قد تكون شائعة لدرجة أن يعاني منها الكثير من الناس دون أن يكترثوا لها، معتبرين إياها جزءاً من ضغوط الحياة اليومية.

وفي هذا السياق، سلط تقرير حديث الضوء على مجموعة من الأعراض التي قد تبدو "عادية"، مثل الصداع أو النسيان المتكرر، لكنها في الحقيقة قد تكون مؤشراً بالغ الخطورة على وجود ورم دماغي، وهو ما يؤدي غالباً إلى تأخير كارثي في التشخيص والعلاج.

استعرض تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" (Science Alert)،نتائج بحث علمي حول الكشف المبكر عن أورام الدماغ.

وكشفت التجارب التي مر بها عدد من المصابين عن نمط متكرر ومقلق، وهو أن الأعراض المبكرة لسرطان الدماغ غالباً ما يتم تجاهلها، ليس فقط من قبل المرضى أنفسهم، بل وفي بعض الأحيان من قبل الأطباء.

ويؤدي هذا التجاهل، الناتج عن تشابه الأعراض مع أمراض شائعة أقل خطورة، إلى تأخير التشخيص لأسابيع أو أشهر.

هذا التأخير يمنح الورم وقتاً للنمو والتمكن، مما يجعل خيارات العلاج المتاحة لاحقاً أكثر صعوبة وتعقيداً، ويقلل من نسب النجاح وفرص النجاة بشكل كبير. ولهذا السبب، يُعد الوعي بهذه الأعراض المبكرة أمراً حاسماً.

خلصت الدراسة البحثية إلى تحديد سبعة أعراض رئيسية يتم الخلط بينها وبين ما يمر به الناس يومياً.

ورغم أن النص المتاح ركز على خمسة أعراض تفصيلية، إلا أن التقرير أوصى بعدم تجاهلها، مع التأكيد دائماً على أن وجود واحد أو أكثر من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بورم دماغي، بل يستدعي استشارة طبية متخصصة لاستبعاد أي خطر.

وتشمل الأعراض التي يجب مراقبتها عن كثب ما يلي:

1. الخدر أو الوخز في جانب واحد (العرض الثالث في الدراسة) أبلغ بعض الأشخاص عن شعور مفاجئ بالوخز أو الخدر ينتقل في أنحاء الجسم.

واللافت في هذه الحالات، كما لاحظ مريضان، أن هذا العرض يؤثر على جانب واحد فقط من الجسم. ووصف أحد المرضى تجربته بالقول: "شعرت بخدر في نصف الجانب السفلي الأيمن من وجهي، ونصف لساني، ونصف الجزء الداخلي من فمي".

ويفسر الأطباء ذلك بأن هذا العرض يمكن أن يحدث عندما يؤثر الورم على مناطق التحكم الحسي أو الحركي في الدماغ، وهي المناطق المسؤولة عن إرسال واستقبال الإشارات العصبية إلى أجزاء مختلفة من الجسم.

2. اضطراب الرؤية (العرض الرابع في الدراسة) كانت التغيرات المفاجئة في الرؤية علامة مبكرة أخرى

أحد المرضى أفاد بأنه عانى من "ازدواج الرؤية" أثناء مشاهدة التلفزيون، وافترض في البداية أنه بحاجة إلى نظارات جديدة، وهو ما يمثل مثالاً واضحاً على تجاهل العرض.

وقال مريض آخر إن "الخطوط المستقيمة بدت منحنية" أمامه فجأة.

3. الكتابة غير المنتظمة (العرض الخامس في الدراسة) لاحظ العديد من المرضى تغيراً مفاجئاً وغير مبرر في تنسيق اليد والعين لديهم.

ويصف أحد المرضى هذه التجربة قائلاً: "في إحدى اللحظات، لم أستطع الكتابة. كنتُ أدون بعض الملاحظات في اجتماع، ثم أصبحت الكتابة فوضوية للغاية".

هذا العرض قد يدل على تأثير الورم على المراكز الدقيقة في الدماغ التي تتحكم في المهارات الحركية الدقيقة.

4. تغيرات الشخصية (العرض السادس في الدراسة) قد يكون التغير في السلوك أو المزاج خفياً في البداية، ولكنه ذو دلالة كبيرة.

غالباً ما يتم الخلط بين هذه الأعراض وبين الإرهاق النفسي أو "الاحتراق الوظيفي".

وقال أحد المرضى إن انفعاله السريع وفقدانه المفاجئ للحافز كانا يُعزيان إلى الإرهاق، قبل أن يكتشف لاحقاً أنهما مرتبطان بورم دماغي يؤثر على الفص الجبهي المسؤول عن الشخصية واتخاذ القرار.

5. الصداع المستمر (العرض السابع في الدراسة) يُعد الصداع العرض الأكثر شيوعاً، وعادة لا يدعو للقلق. لكن الصداع المرتبط بورم دماغي له طبيعة مختلفة؛ فهو ألم "مستمر ومتواصل"، واستمر لدى بعض المرضى لأسابيع دون استجابة للمسكنات المعتادة.

وقال أحد المصابين: "استمر الألم لأكثر من أسبوع، وكان يتكرر يومياً تقريباً"، وهو ما يختلف جذرياً عن الصداع العرضي المعتاد.