الله واحد .. والمال ليس ثانيا ولا يعبد

mainThumb

26-10-2025 07:43 PM

اعلم بأن هذا العنوان قد يكون غير مرضي عنه لدى البعض، ولا اتحدث عن طائفة من الناس الذين يعبدون الله ويضيفون لعبادته ثانيا أو ثالثا فهؤلاء يتم التحدث معهم في موقع آخر وبطريقة مختلفة .. انما أردت أن أقول بأن كثرة التعامل والحديث عن المال خصوصا في بلاد المسلمين جعل التعامل مع المال شبيه بالتعامل مع اله يعبد ، ورغبت بذلك أن أقول بأن الله الواحد وهو الذي أوجد المال وفرض التعامل فيه هو موضوعي وحديثي ، لأني رأيت في بلاد المسلمين وخصوصا بلاد المسلمين العرب ما يدل على توجه الناس عموما الى التعامل مع المال أو الاقتصاد بأسلوب لا يقل عن العبادة .
ومن خلال البحث عن الادلة في قولي وجدت الكثير من آيات القرآن والأحاديث النبوية التي تغطي الموضوع في أماكن عده . الا أنني تذكرت موضوعا حصل معي في دمشق ، يوم كنت عضو مجلس ادارة في الاتحاد الاردني لمنتجي الأدوية ، دعينا أنا وأمين عام الاتحاد في حينه المرحوم عدنان الكيلاني الى ندوة في دمشق عن صناعة الدواء في بلاد العرب ، وحيث كان الحاضرون في حالة من الفلسفة المستمره كل يتحدث عن صناعة الدواء في بلده الى أن وصلوا جميعا الى الفلسفة في صناعة الدواء عموما وفي كل الدنيا .. عندها سأل رئيس الجلسة الحاضرين سؤالا أعادني الى النشأة الأولى التي نشأتها في بلدة مهمة من بلاد العرب ، سأل الحاضرين سؤالا غريبا وكان سؤاله للجالسين ان كان منهم يعرف ما هو الكون وما تعريفه؟
الا أن صاحبنا قال أن تفلسف الحاضرون قالوا كلاما كثيرا حول الموضوع ، يا اعزائي ان الكون هو ذلك الشيء الموجود بين اربع لامتناهيات ، اللامتناهي في الصغر الى اللامتناهي في الكبر واللامتناهي في التبسيط الى اللامتناهي في التعقيد ، فقمت فجاة من مكاني وقلت بصوت مرتفع كفى يا أخي فقد رايت الله في تعريفك .
وسألني حينها بعض الزملاء ما علاقة هذا التعريف بالدين الذي تزعجتنا بالتحدث عنه في كل جلسة او في كل لقاء ؟ .. قلت لأن هذا التعريف يدعم ويوضح أن لكل موجود في هذه الدنيا موجد ، وأن اي شيء او حدث يحصل فيه أو معه يحصل بموفقة وباشراف اذا فلهذا الكون الفخم الضخم من أوجده هو الذي أوجد هذا الكون صناعة واعدادا ووضعا ..
وبالتالي فاني لا ارى في ذلك أن معرفة وفهم هذا الموضوع يدل بلا شك أن موجد ومشف أي تغيير أو ابداع فيه يدل أن الله وحده يجب أن يعترف به اله وصانع لهذا الكون ، ولأن هذا الانجاز يصعب بل يستحيل على أي شيء أن يساهم أو يشارك في العمل على وفي ادارته ، اذا فصانعه هو الله .
وعندما يتحدث الانسان عن أي شيء موجود حوله ، يشكل أو يكمل أي متطلب للحياة على فلا بد أن يشكر صانع هذه الارض التي حملته منذ الولادة ، وهيأت له كل متطلب لأن يعيش ويستمر في الابداع في اي شيء لكي يعيش فيها ومنها طبعا الاقتصاد.
اذا على الانسان أن يذكر الله دائما في كل قول أو عمل يساهم في أن يعيش ويستمر في العيشه الى أن يفنى فيتسلم بعده مخلوق آخر .. وهكذا كانت الحياة منذ البدء وستستمر على ذلك وحتى وأن احتاج الانسان في حياته الى أي شيء لكي يستمر، كأن يشتري خبزا مثلا ، وهنا يبدأ عمل الاقتصاد.
اذا يجب أن يعبد الانسان خالقه الموجود فوق كل شيء، ولو كان للاقتصاد عقل يفكر به لعبد الله ايضا وسيشكره تعالى على نعمة اذ أعطاه نعمة تحريك الحياة الي كانت موجودة قبل أن يخلق هو .
ولأن الانسان هو الذي جاء بفكرة صنع المال وكل شيء مكون للاقتصاد وغيره بأمر وتوفيق من الله فعليه أن يزيد من شكر الله والتقرب له بعد أن يحاول تصور موضوع هذا الكون ، ويحاول معرفة الاجابة على أسئلة لماذا وما وكيف ونتائج صناعة ولأننا كنا في ذلك المؤتمر نمثل صناعة الدواء في بلاد العرب ، فهمت أن كل الصناعة الدوائية بكل ما فيها من الآلات وعلوم وعاملين وفي كل الدنيا ستكون موجودة لخدمة ذلك الانسان الذي صنعها ، وكل أشكال والصناعة وكل ما يكونها قد تم منذ أن تم تخليقها والتفكير والابداع في تصنيعها علي يد ذلك الانسان الذي حصل على فرصة التعلم والابداع في صناعة الدواء وفي غيرها من احتياجات الانسان
ولأنه سيستخدم قرصا من الدواء الذي سيخفف الآم رأسه حين يشعر بالصداع ، وعندما يذهب الألم فانه يجب أن يشكر الله على ذلك العفو من الألم أولا ثم يتحدث للاخوة عن أي شيء في هذا الكون .
وبالتالي يرى وربما يفهم لماذا كان ولا زال وسيبقى خالق الانسان هو الأول والآخر وهو الذي أوجد العلوم ومنها الاقتصاد في خدمة ذلك المخلوق.
السائلين عنه وعن صحته كيف ولماذا استخدم ذلك الدواء لكي يزيل الام الصداع من راسه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد