الريال يفشل في تحقيق فوز كبير

mainThumb

30-10-2025 11:13 AM

نجح ريال مدريد في تحقيق الأهم أمام البارسا في كلاسيكو الذهاب حين فاز بثنائية، وعمق الفارق إلى خمس نقاط بعد عشر جولات على انطلاق الدوري في مباراة كان فيها الأحسن في كل شيء، ولعب فيها البارسا واحدة من أسوأ مبارياته هذا الموسم، في غياب حارسه الأساسي غارسيا، والرباعي ليفاندوسكي ورافينيا وأولمو وغافي، لذلك ساد الاعتقاد أن الملكي لم يستثمر في الهشاشة التي ظهر بها رفقاء بيدري، وضيع فرصة الفوز بنتيجة تاريخية عريضة مثلما كان يفعل البارسا كلما أتيحت له الفرصة في مواجهات سابقة، بل بالعكس كان قريبا من تلقي هدف التعديل، رغم الفرص القليلة التي أتيحت للبارسا الذي فشل في زيادة النسق واختراق دفاع الريال في وجود لاعب واحد قادر على ذلك هو لامين جمال لكنه كان بعيدا عن مستواه المعهود.
صحيح أن الضغط كان على لاعبي الريال في البيرنابيو بسبب الهزائم الأربع التي تعرض لها أمام البارسا الموسم الماضي، والخوف من التعثر مجددا في حضرة جماهيره للمرة الخامسة في تاريخه، ما جعله يدخل المباراة حذرا رغم سيطرته على وسط الميدان في وجود تشواميني وبيلنغهام وكامافينغا وأردا غولر، وهو الرباعي الذي تفوق على بيدري ودي يونغ وفيرمين لوبيز، مثلما تفوق كاريراس على لامين جمال، في حين تمكن مبابي من التسجيل مرة أخرة، وعبث فينيسيوس جونيور بدفاع البارسا قبل أن يستبدله المدرب تشابي ألونسو في العشرين دقيقة الأخيرة ما أثار غضب اللاعب عند خروجه، وأثار تخوف الأنصار من عودة البارسا في النتيجة خاصة بعد استبدال زميله مبابي.
الريال اكتفى بثنائية، رغم أن البارسا لم يكن في المستوى، ربما، بسبب الغيابات الكثيرة وبدا هشا في الدفاع وغير قادر على صناعة الفرص والوصول الى مرمى تيبو كورتوا، وغير قادر على إيقاف فينيسيوس جونيور ومبابي وجود بيلنغهام، ولم يكن لامين جمال في كامل لياقته رغم محاولاته المحتشمة التي لم تكن كافية رغم عدم تأثره بصافرات الاستهجان التي طالته كلما لمس الكرة بسبب تصريحاته المستفزة عشية المباراة، عندما قال عن المدريديين أنهم “يسرقون ثم يشتكون” في اشارة الى ما يعتبره بعض مناصري البارسا معاملة تفضيلية للغريم من طرف الحكام، وهو التصريح الذي لم يكن في محله، بل زاد من تحفيز المنافس، وأفضى الى مشاحنات بين اللاعبين بعد إعلان الحكم صافرة النهاية.
الاحتفال الكبير بالفوز لعناصر الريال بعد نهاية المباراة كان ملفتا وغريبا، وكأن الفريق توج بلقب الدوري أو الكأس، أما فرحة الجماهير في المدرجات فقد كانت متنفسا لسنة كاملة من الخسائر التي بلغت أربعا في جميع المسابقات، لم يتوان فيها البارسا عن تسجيل ثلاثة وأربعة وخمسة أهداف، مستثمرا في قوته وتراجع مستوى الريال، وهو الأمر الذي لم يفعله الملكي هذه المرة في أسوأ أحوال البارسا الذي لعب من دون خمسة أساسيين، بدون كرسي احتياط، وبلامين جمال وهو مصاب في وقت كان الريال في أفضل أحواله، لكنه اكتفى بالفوز وفقط، وتعميق الفارق إلى خمس نقاط بعد عشر جولات من عمر دوري بدأ للتو، ولن يتوج به بالضرورة من يفوز بمواجهتي الكلاسيكو، بل يكون لمن يتجنب تضييع أكبر عدد ممكن من النقاط في باقي المواجهات.
فوز الريال خلف أثرا فنيا ونفسيا ومعنويا جيدا، لكن خسارة البارسا بهدفين لواحد فقط، لم تخلف أثرا سلبيا أو حزنا في نفوس اللاعبين والجماهير لأنه كان منطقيا ومنتظرا بأقل الأضرار في انتظار حلقة أخرى من حكاية كلاسيكو لم يعد كلاسيكي بالمفهوم المتعارف عليه، بل استثنائي فوق الميدان وخارجه، ولدى الفائز والخاسر على حد سواء، بكل التفاصيل والجزئيات.

إعلامي جزائري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد