المفرق… محافظتي الحبيبة

mainThumb

12-11-2025 10:53 AM

هناك في أقصى الشمال،
تتعانق حبات الرمال بزرقة السماء، إنها المفرق.

اليوم أكتب عن محافظتي…
إنها المفرق، ولدت على أرض تعرف الهدوء أكثر من الضجيج،
وتعرف الكرم والطيبة.

على حبات ترابها تعلمت أن شروق الشمس ليس بالمجان، هناك تعب آباء، ودعوات أمهات.
ما بين طرقاتها مشيت على أرضها، ترعرعت هناك تمامًا،
بين رائحة الخبز الساخن في السادسة صباحًا، ورائحة القهوة العربية، وعلى يسار الدلة إبريق الشاي.

المفرق ليست منطقة صحراوية فقط، بل ذاكرة مليئة بناس يعرفون الكرم.
منها تعلمت أن البساطة ليست عيبًا.
هي محافظتي التي ولدت فيها،
ومهما ابتعدت كنت أبقى أحملها في لهجتي.

هناك، تمامًا في الماضي الجميل،
ما بين رجلٍ يرعى الأغنام،
وأمٍ تخبز الخبز على الصاج،
وطفلٍ يحمل حقيبته إلى المدرسة،
وعجوزٍ تجلس تحت الشمس أمام الدار،
تبدأ حكاية البساطة.

صحراؤها رائعة،
هذه الصحراء علمتني وصنعتني.

درستُ وسكنتُ في محافظة أخرى…
إلا أن قلبي لم ينس المفرق، ولا زال ينبض بحبها.
ما زلت أنتمي إليها، وأفتخر بها، وبلهجتي البدوية الجميلة،
أفتخر كوني من بلاد الكرم.

المواشي ترعى في الصبح فوق الجبال مع شروق الشمس،
الأطفال يذهبون إلى المدارس،
الأمهات يُحضّرن القهوة المرة،
كل هذه الأشياء الجميلة…

تعليم أبنائها رغم صعوبة الظروف في الماضي،
كل هذه الأشياء أثبتت لي أن المفرق عظيمة…
عظيمة في أهلها، عظيمة في صحرائها، عظيمة في بساطتها وروحها الطيبة،
وتظل محفورة في قلبي مهما ابتعدت عنها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد