البعد الانساني لحق المواطن في رصيف أمن

البعد الانساني لحق المواطن في رصيف أمن

01-12-2025 08:22 PM

تقوم البلديات بدور مهم في تقديم خدمات تمس حياة المواطنيين اليومية. وتنظيم المدينة وتنفيذ البنية التحتية التي تخدم الموطنيين. ويعتبر فتح الطرق وتعبيدها وإضاءتها ومد الأرصفة وزراعة الأشجار، والحفاظ على النظافة وجمع النفايات، وتنظيم الأسواق وغيرها من الأدوار المهمة التي تقوم بها البلديات.
ونسلط الضوء هنا على الطريق والرصيف بشكل خاص بوصفه المكان المخصص لسير المركبات والمشاة. فجميعنا يعلم بأن الطريق يقسم إلى عدة أجزاء، الأول وهو الشارع المخصص لسير المركبات وأماكن إصطفاف السيارات، والثاني هو الرصيف الذي يرتفع عن منسوب الطريق ويخصص للمارة، والثالث وغير الموجود في طرقنا هو حارة مخصصة للمشي والدراجات الهوائية، أما الرابع فهو أماكن مخصصة لزراعة الأشجار لتجميل الطرق لتنقية الهواء والحصول على الأكسجين وإمكانية الحصول على بعض الثمار، وأيضاً الروائح الفواحة التي تنبعث من تلك المزروعات، وأما الخامس فهو أماكن لزرع أعمدة الكهرباء والاتصالات والاشارات الضوئية، والسادس هو لتمديد مواسير المياه المخصصة لمكافحة الحرائق، والسابع هو لوضع مظلات لانتظار وسائل النقل العام ومقاعد لاستراحة المارة، وأخيراً أماكن لوضع الحاويات لجمع النفايات للحفاظ على نظافة الطريق وعدم التسبب في تلوث البيئة للحفاظ على جمالية المنظر، إضافة إلى أماكن مخصصة لعبور المشاة بشكل أمن ولا يعيق حركة السيارات.
هذا الوضع المثالي الذي يجب أن تكون عليه الطريق، ولكن الواقع يقول غير ذلك. فعند مرورك على الطريق تجد بأن السير على الأرصفة يواجه صعوبات كثيرة، أهمها عدم وجود إنسيابية في الرصيف، وعدم وجود تطابق في مساحة الأرصفة من حيث عرضها فضيقها أحياناً واتساعها أحيانا أخرى، وارتفاع الارصفة عن الطريق بشكل يؤذي كبار السن والاطفال والسيدات التي تدفع عربة الأطفال عند رفعها على الرصيف، وأحيانا انخفاض الرصيف بشكل يصبح كأنه من حرم الطريق. إضافة لذلك فإن زراعة الأشجار بشكل عشوائي غير منتظم يشوه منظر الرصيف ويضيق المساحة المخصصة لسير المشاة وفي أغلب الأحيان لغيها فلا يستطيع المشاة السير على تلك الأرصفة الضيقة، وأيضاً تدلي أغصان الأشجار وعدم تقليمها مما يعيق حركة المشاة على الرصيف، إضافة إلى أن تلك الأغصان تتدلى على جوانب الطرق مما يؤذي المشاة والسيارات في آن معاً ويعيق الرؤيا من جانب أخر ويجعل عملية الاصفاف قرب الرصيف صعبة لأنها تخدش السيارات، لذا يقوم السائقين بالاصطفاف بعيد عن الرصيف مما يسبب ضيق في الطريق. إضافة لذلك فإن أعمدة الكهرباء والأتصالات والمظلات الغير منتظمة تعيق حركة المشاة على الرصيف، ووجود حاويات النفايات في بعض الأحيان ووضعها بشكل عشوائي يسبب إعاقة لحركة المارة وحركة السيارات. ناهيك عن احتلال الأرصفة من قبل أصحاب المحال التجارية ووجود البسطات والبائعة المتجولين التي تعيق حركة سير المشاة مما يضطر المارة إلى السير على الطريق مما يسبب بطء في حركة السيارات ويتسبب ذلك في أزمات مرورية ومخاطر الاصدام والدهس للمشاة.
كما ونجد بأن الأرصفة داخل الأحياء صغيرة المساحة بشكل عام ولا يستطيع المارة السير عليها، وأيضا زراعة في تلك المساحة الصغيرة من الرصيف تجعل من الصعب لا بل من المستحيل السير عليها، وخاصة بعض أنواع من تلك الأشجار التي تحتل كامل الرصيف ولا تترك مجالاً للمارة. ولا ننسى بعض العوائق الأخرى التي تعيق حركة مرور المشاة عند وضع الأتربة والرمل وأدوات البناءالتي تحجز الرصيف وتسبب الغبار عند هبوب الرياح أو عند مرور السيارات. ،
ويبقى التساؤل المشروع، ألم يوجد الرصيف في الأصل لسير المشاة لقضاء حوائجهم والتنزه بعيداً عن خطر السيارات. إذاً أين هي البلديات من وضع معايير ومقاييس عرض وارتفاع الرصيف وطريقة رصف وبلاط الرصيف والألوان المستخدمة ، ومعايير زراعة الأشجار من حيث الأنواع والمسافات بينها والعناية بها وتقليمها، ومعايير وأماكن وضع الأعمدة ومقاعد الأستراحة، وأماكن وضع حاويات النفايات، بحيث يكون كل ذلك بشكل مستقيم للحفاظ على شكل الرصيف وإعطاء صورة جميلة للمدينة، وأخيراً وضع معايير استغلال الرصيف لأغراض تجارية دونما التأشير على حركة المشاة.
وإلى مقال أخر يناقش أمور الإدارة المحلية،،،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد