العرس الديمقراطي الوطني في جامعة اليرموك

mainThumb

05-03-2014 06:42 PM

تشهد جامعة اليرموك يوم الخميس الموافق 6-3-2014 عرس ديمقراطي وطني بامتياز، حيث ستجري انتخابات مجلس طلبة الجامعة في دورته 22، حيث يتنافس 391 مرشحاً على 75 مقعداً، وقد أتمت الجامعة كافة الاستعدادات والترتيبات اللازمة لإجراء هذه الانتخابات بكل نزاهة وشفافية، فالثقة في الإجراءات المحيطة بالانتخابات لا تقل أهمية عن الانتخابات نفسها، ولما كانت الجامعة تقف على مسافة واحدة من كافة المرشحين وتحترم إرادة الناخبين في اختيار من يروه الأنسب، فقد أعدت الجامعة كافة الترتيبات بدأً من عملية الترشيح مروراً بالدعاية الانتخابية وانتهاءاً بالفرز السريع وإعلان نتائج الانتخابات مع السماح لكافة وسائل الإعلام ومندوبي المرشحين بمراقبة هذا العرس الديمقراطي الوطني في كافة مراحله.

ولما كان من الصعوبة بمكان إرساء قواعد الديمقراطية في أي مجتمع إلا من خلال الانتخابات الحرة النزيهة، فإن إجراء انتخابات حرة نزيهة في الجامعات الأردنية، وجعل العبث بالانتخابات جزء من ممارسات الماضي البعيد، يسهم في تعزيز دور الجامعات في أن تكون ريادية في تغيير ثقافة المجتمع وأنماط سلوكه بحيث يصبح احترام حرية وإرادة الناخبين غاية في حد ذاتها لأن العبث بإرادة الناخبين هو الاستبداد بعينه.

الانتخابات ليست مباراة صفرية (Zero Sum Game) بمعنى أن ما يكسبه طرف يكون على حساب الطرف الآخر، وإنما هي مباراة يكسب فيها الجميع (Win Win Game) فالفائز هو الحاصل على الأكثرية، وغير الفائز يتعلم في الانتخابات دروس وعبر ويكتسب خبرات ربما تساعده في الجولات القادمة، وفي النهاية الجميع يلتزم بقواعد اللعبة الديمقراطية.

لقد شهدت الكثير من الجامعات الأردنية بعض من أحداث العنف ولا سيما تلك التي ترافق الانتخابات، وبالتالي تحولت الانتخابات للأسف من وسيلة حضارية تعزز مفاهيم وقيم وسلوكيات ديمقراطية إلى وسيلة لتعزيز التعصب والانقسام والولاءات الفرعية، وكذلك خسارة الجامعات الكثير من رصيدها كمنابر للحوار والحرية والتحديث والنهوض بالمجتمع وبالتالي أخفقت في تحقيق الكثير من أهدافها ورسالتها.

وفي النهاية لا بد من التأكيد على أن اللجوء إلى العنف هو سلوك غير حضاري ويفاقم أي مشكلة ولا يقدم الحلول لها، فالحوار واللاعنف واحترام وقبول قواعدة اللعبة الديمقراطية هو الطريق الأنسب للوصول إلى حلول لكافة مشكلاتنا، كما أنه يخرج الجميع منتصر، وهنا لا بد من الإشارة إلى التقدم الذي حققه طلبة جامعة اليرموك في تبني خيار أو نهج اللاعنف، حيث لم تشهد الجامعة طوال الثلاث أعوام الماضية إلا عدد قليل من المشاجرات يقل عن عدد أصابع اليد الواحدة، وهذا مؤشر على كفاءة إدارة الجامعة، ونجاحها في التعامل مع هذا التحدي الكبير الذي تعاني منه الكثير من جامعاتنا الوطنية، علاوة على نجاحها وكفاءتها في التعامل مع ملفات وقضايا أخرى لا يتسع المجال لتناولها في هذه العجالة.

مرة أخرى نبارك لليرموك عرسها الديمقراطي الوطني ونتمنى لها المزيد من التقدم والازدهار وتؤكد على أن الاستثمار في التعليم هو خيار استراتيجي للأردن.

 

* خاص بالسوسنة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد