الإخوان المسلمون وبرميل البارود - د.محمد عقلة أبو غزلة

mainThumb

02-05-2015 11:13 PM

تلاحقت الأحداث متسارعة وهي تشق عُرى الأخّوة بين الأخوة، وتنشر الخلاف غسيلاً على حبال لطالما رآها الناس عارية من أي غسيل، وتنادى السُمّارُ ليحيوا لياليهم على وقع ضجيج الفرقة بين الأخوة، وتناغمت وسوسات الشيطان النافخة في مرجل الفرقة المتعاظم يوماً بعد يوم...هذه هي الحالة الآن...لكن ما المخرج لهذه الأسراب من المتابعين أو المؤيدين أو المتعاطفين أو المنتظمين؟!، ما المخرج وقميص عثمان يحمله شخصٌ يطالب بالخلافة، والآخر يطالب بالعدالة، تشعبت الطروح وتناقضت الرؤى وتباينت الآراء وما نجدهم يجتمعون إلا في عاشوراء جديدة، أو صفين تليدة تجعل دماء وحدتهم سيلاً جارفاً يمخر بعبابه كل صالونات السياسة التي تمايلت فرحاً لأول بشائر الانفصام، وتضوعت ألقاً بعد رؤية الأحبة على أعواد مشانق بعضهم. ففي الأمس خلاف في الرأي وبعده خلاف على الشرعية واليوم خلاف على التاريخ، واحتكار للوجود الذي ينذر بذهاب ريح الجميع فلا أنت ولا هو!
 
أما السُبل التي ينتظرها الكثيرون من أجل أن يروا من خلالها جماعتهم صفاً واحداً باتت صفصفات متصاففة، متقابلة لا متحاذية، الكل يشهر سيفه في وجه الآخر، والكل يطالب بالإنصاف...وتهب رياح صفراء تعصف بالجميع، ونحن لا نزال نضمد جراح أمتنا النازفة شمالاً وشرقاً وجنوباً وغرباً...جراح كثيرة والوطن لا يحتاج لجرح جديد في عضو عزيز، الكل يرقب لملمة الشمل، واستشراف المستقبل، والتعلق بالآخرة التي لطالما سمعناها وهم ينادون بالجهاد في سبيل الله تعالى، فما عدتم تلك الجماعة التي لطالما كانت ظهراً للوطن، وحضناً دافئاً لكثير من الأيتام والأرامل والمعوزين، لقد أصبحتم مجرد متنافسين على قصعة لا نعرف حتى الآن حجم الحجم الذي يريده كل واحد منكم فيها...أنا لست متهماً لكن من حقي أن أذكركم بأن من لم يستطع أن يتعارف مع أخيه لا يمكن له أن يتعارف مع جيرانه،،،،إذا كان الحوار مفقوداً في داخل أروقة الجماعة فكيف يصح لكم أن تجروه مع رفقائكم من الأحزاب أو مع غيرهم...لقد استقبل الكثير من الناس مقاطعتكم للانتخابات ما يزيد على خمسة عشر عاماً، وما طعنوا في وطنيتكم ولا أصول دعوتكم ومراميها، ولكنهم اليوم بدأوا يتشككون في طبيعة المقاطعة واستراتيجياتكم الوطنية التي لم نراها ولكنا سمعناها فقط....اليوم عليكم أن تكشفوا أوراقكم كلها، وأن تميطوا اللثام عن السر الأعظم الذي فصمكم كما يفصم البطيخ وشتت شملكم...لا يجوز الاختباء خلف شعارات ومناورات وتصريحات...لم نعد نكتفي بأي من ذلك اليوم..عليكم الخروج إلى العلن والإعلان أنكم لا تسرون شيئاً تخافونه...فلستم منظمة سرية ولا شعبة مخابراتية لدولة أخرى أو جهة....فلطالما تحدثتم عن الوطنية - ولا نزاود عليكم - ولكننا اليوم في أحوج اللحظات إلى المصارحة، والمكاشفة ....فما الذي تخافونه أو تخشونه...أطلقوا الشراع للحرية وافتحوا النوافذ للهواء الطلق كي يمر ولا توصدوا الأبواب دون ذلك كله، بل افعلوا ما فعل أردوغان في تركيا، اجعلوا الدولة أكثر اطمئناناً إليكم، والناس أكثر حباً لكم، والأتباع أكثر إيماناً بكم، ونحن أكثر احتراماً لمسيرتكم وأفعالكم فقد كانت جماعتكم نهراً خالداً من العطاء فلا تجعلوها اليوم نهراً بارداً جديداً في الضياع والانكفاء....
mohamedabo2007@hotmail.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد