عيد العمال .. أصبح ليس عيدا

mainThumb

03-05-2015 09:43 PM

الأول من أيار/مايو من كل عام ليست مناسبة للاحتفالات الضخمة والمبالغ بها وجيوب العمال أولى بها كما هو ليس روتينا نتذكر به أكثر الفئات الإنسانية عطاء ، ونسمع خطابات من أعداء العمال من أجشع وأسوأ البرجوازية الصغيرة المتطفلة وهم يحدثوننا عن عيد العمال وعطاء العمال ، رغم أنهم المتآمرين الفعليين على العمال وحقوقهم التاريخية .

ولكن الأول من أيار/مايو عيد العمال الذي أجمعت عليه البشرية ليكون وقفة ولحظة للتأمل المطلوب لدى المؤمنين بحقوق العمال وقداسة قضيتهم العادلة التي لا تريد مزايدات ولكن أبسط حقوقهم أن يكونوا شركاء في مصانعهم ومؤسساتهم والمقصود من الشراكة تأمين حقوقهم الإنسانية كاملة وليست هبات ومكارم وأن لا يبقوا مجرد أدوات لزيادة الإنتاج ليس لخدمة الوطن ولكن لتعبئة الجيوب والبطون الجشعة التي لا تشبع من خدم ووكلاء البرجوازية الطفيلية المتحالفة مع الرأسمالية المتوحشة سواء في الوطن أو خارج الحدود وهذه البرجوازية التي انطلقت بشكل عفن جدا خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي  وتريد الاحتواء على كل شيء وإعطاء العمال أقل ما يمكن من حقوقهم التاريخية ، وهي لا يخيفها شيء بقدر ما يخيفها الانتفاضات العمالية والوعي العمالي بشكل عام ، ومستعدة هذه الفئة من البرجوازية الصغيرة لدفع أي شيء لأجل القضاء على أي تحرك عمالي ومحاولة احتوائه بكل الطرق بما في ذلك القمع والإرهاب الذي يرتدي المصالح الوطنية المزيفة تحت عناوين مضللة كالمحافظة على الأمن والاستقرار وكأن الأمن الوطني يهزه حقوق العمال ومطالبهم فقط مع أن العكس هو الصحيح تماما .
الأمثلة كثيرة جدا منها ما حدث مع كاتب هذه السطور الذي تعرض لقمع وإرهاب وملاحقات أمنية كثيرة ناهيك عن التهديد والوعيد بعد أن فشلت سياسة الترغيب وعندما رفضت كل تلك البلطجة والحقارة في أدنى صورها مارست العصابة وليست الدولة دورها لتضع كل ثقلها مقابل شخص الفقير لله كاتب هذه السطور ، وهنيئا لها هذا النصر العظيم على مواطن يبقى في النهاية فردا وليس مؤسسة وكان الهدف البلطجة والتخويف وإرهاب الآخرين .

 وعندما عرفت العصابة الحاكمة حجم الفضيحة التي أشارت إليها كل الصحافة الأردنية وبعض العربية وبعض المحطات عدا الصحافة الأردنية الرسمية رفعت حكومة الظل يدها قليلا ومارس العمال الاعتصامات والإضرابات وان بقيت محاطة بالأسلاك والقمع كما حدث مؤخرا وحاولت خلق قيادات عمالية مصنوعة في أجهزتها ولكنها فشلت ولعل الفواتير المالية وما قيل الكثير يعف القلم عن ذكره يثبت أن القيادة صفة وموهبة من الخالق يمنحها لمن يشاء وهي تفرض ولا تصنع في أقبية القمع والإرهاب والتخلف .

وقد كان العاملون أكثر وعيا من الكثير ممن زعموا أنهم قيادات صنعتها الجهات المستفيدة من الأجهزة و خدم الرأسمالية أو عدم الخبرة لدى العاملين وهذا يعود للقمع والعرفية التي أحالت دون وجود وعي عمالي يأتي بالانتخابات وتصقله التجارب التي تفرز قيادات حقيقية .

أليس مخجلا أن تقوم إحدى المؤسسات بصرف مكافآت مالية لمن قمعوا العمال، والمفارقة أن تلك المكافآت ذهبت للقيادات القمعية وليس للبسطاء من الأفراد .

ما نقوله في عيد العمال أن الوطن في أمس الحاجة لقيادات عمالية حقيقية منتخبة وليست مصنوعة، قيادات تمثل مطالب العمال العادلة ولا تمثل عليهم ، قيادات تبدأ من اصغر نقابة وحتى اتحاد العمال الشكلي حتى الآن ، فهل يوجد في الدنيا اتحاد عمال يبقى شخص على رأسه لأكثر من عشرين عاما ، احترموا عقولنا في القرن الواحد والعشرين وثم هناك حالة وعي عمالية لن تقبل بأقل من حقوقها كاملة والوطن على مستوى الأردن ليس بحاجة إلى المزيد من الاعتصامات حيث وصلت ديوننا بفضل حكومات الريموت كنترول ثلاثين  مليارا وما يزيد .... وماذا بعد .

وكل عام وطننا وأمتنا وعمالنا وعمال العالم كله بألف خير .  



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد