الكوبي و البيست مؤشر قوي للخواء الفكري

mainThumb

21-07-2015 10:28 PM

    للأسف الشديد نحن نعاني في الوقت الحالي من مشكلة النسخ " كوبي"، و اللصق"بيست" التي تدل وتعتبر مؤشراً قوياٌ على  "الخواء الفكري" ، حيث أنها إنتشرت، وتفاقمت بشكل رهيب، خلال الفترة  الماضية،  لعدة أسباب في مقدمتها نشوء جيل كامل مدمن على ما يسمى بمواقع التواصل الإجتماعي " سوشل ميديا" القائم على النسخ، واللصق في أغلب الأحيان، و شح المخزون المعرفي لدى الشباب سواء جامعيين، أو طلبة مدارس لإنعدام ثقافة المطالعة التي هي بالأساس تعتبر ركناً أساسياً في بناء الثقافة ذات القواعد الصلبة، والمتينة، وتدني المستوى التعليمي من ناحية الكوادر التدريسية، والمنهاج الدراسية على حد سواء، وغيرها من الأسباب، لذلك في الفترة المقبلة سنشاهد "كوبي" عن المجتمعات الغربية في مجتمعنا العربي من تفكير، ولباس، وعادات، وإنفصام شخصية وإنحطاط أخلاقي و........، و ربما يصل الأمر إلى الإنتحار بسبب الوهم والمشاكل النفسية التي ممكن أن يسببها الإنترنت والإدمان عليه.
 
    سؤال لماذا معظمنا يستخدم أغلب التقنيات الحديثة التي إخترعها الغرب  بشكل سلبي  بخلاف ما صممت لأجله، و كالمعتاد نرجع ذلك لنظرية المؤامرة و الغزو الفكري وغيرها من الأسباب البائسة التي مللنا منها ببساطة متناهية لم يجبرك الغرب على استخدامها بشكل سلبي، الأفضل أن نبادر بحل المشكلة لا لعنها، لذلك لا داعي للتفكير بشكل ضيق، ومحدود، وحصره بالمؤامرات وغيرها.
  
رغم حث الثقافة والتاريخ، والدين الإسلامي على القراءة، الا أن أغلب شبابنا اليوم لا يفقهون من العلم شيئا، إضافة إلى عدم مقدرتهم على  التواصل مع الاخرين، وبناء علاقات جيدة مع أفراد المجتمع،حيث أن ذلك يرجع لأسباب عديدة ومتشعبة .
 
 
ما يقارب  10 أعوام مضت على غزو مواقع التواصل الإجتماعي العالم كانت كفيلة لزيادة ضعف شخصية شبابنا، ومخزونة المعرفي، وذلك لاستخدامها فقط للتعارف والتسلية،وإضاعة الوقت، لذلك يجب تسليط الضوء على هذه المشكلة التي تتفاقم بشكل سريع وكبير لا يعني توفير المال، ومتطلبات البيت من قِبل الأب يعفية من المسؤولية، ولا حتى النظافة، و طهي الطعام يعفي الأم، يجب تخصيص وقت للأبناء للاستماع لمشاكلهم وهمومه، وحثهم على القراءة، وغيرها من الامور التي تساعد بشكل فعال في صقل شخصيتهم وتحصينهم من  مخاطر الإنترنت والافكار الخبيثة والمسمومة التي من الممكن ان تدمرهم وغرس قيم ديننا الحنيفة الذي يدعوا للتعايش، والتسامح والوسطية .
 
لا ننكر النواحي الإيجابية لمواقع التواصل الإجتماعي، حيث انتشرت العديد من المبادرات المجتمعية التي يرفع لها القبعة، وحققت نجاحاً باهراً في شتى المجالات، كما يوجد العديد من الصفحات على الفيس بوك، وقنوات اليوتيوب، و الإنستجرام، وتويتر، وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي تبث معلومات قيمة جداً تثري المخزون المعرفي، وترفع مستوى ثقافة الفرد.
 
 نواصل توضيح  سلبيات الإنترنت التي منها مشكلة الإنطوائية، والشخصية المعدمة، لذلك يجب أن نلتفت لها، ونسلط الضوء عليها كأهالي، ومراكز مجتمعية، وأفراد ،وغيرها من الجهات ذات الصلة لمشاكلها التي لا تُحمد عقباها مثل التوحد الذي إنتشر موخراً كلنار بالهشيم في المجتمعات العربية الذي يعتبر مرضا دخيلاً عليها، بينما في المجتمعات الغربية قديماً لأسباب الكل يعرفها مثل التفكك الأسري و......، لا نريد أن نلعن الغرب، ونؤطر ذلك ضمن نظرية المؤمرة، أنما يجب أن نبادر بحل ذلك من خلال تفعيل المجالس القديمة، و الزيارات، وتخصيص وقت للأبناء لتعليمهم اسلوب فن التعامل مع الاخرين، وصقل شخصيتهم من خلال إثراء مخزونهم المعرفي بالمعلومات، إضافة إلى الحد،أو تخصيص وقت معين لمواقع التواصل الإجتماعي أو الإنترنت، وفرض رقابة، وضوابط على إستخدامه، و تأسيس هيئة تُعنى بغرس ثقافة المطالعة في الاجيال الناشئة  للأرتقاء بالمجتمع وتطويره.
 
لنقارن بشكل سريع جداً الفرق بين جيل السبعينات، وجيل التسعينات سنجد أن الأخير معظمهم رغم التعليم، والتبادل، والإنفتاح الثقافي، والتقنيات الحديثة، وغيرها من الأمور لا يملك أدنى مهارات التواصل مع الاخرين، ولا المعرفة، ولا المعلومات العامة للأسباب التي ذكرتها سابقاً،أما بالنسبة لجيل السبعينات تجد شخص لا يكتب، ولا يقرأ، أو لم يتمم تعليمه الجامعي يجيد التواصل، والإتصال مع الاخرين ويملك مخزون معرفي يكاد أن يكون جيد جداً أفضل من غيره بكثير من جيل" الفيس بوك"، لا ننكر أنه كلما تقدم العمر تتطور المعرفة ومهارات التواصل لكن يوجد فارق تعليمي بين الاثنين يجب أن لا نغفله.
 
في النهاية أحببت أن اسلط الضوء على هذا الموضوع لأهميته، واذكر الأباء ان الإنترنت مليء بالمخاطر فالنحرص ونغرس حب المطالعة في ابنائنا، وتحصينهم بالمعرفة والعلم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد