التلفزيون الأردني بين مطرقتين؟!

mainThumb

07-03-2016 10:27 PM

على قدر ما نشعر بالإحباط عندما نُشاهد برامج التلفزيون الأردني الذي تطغى عليه الصبغات المكررة في نوع البرامج والمقدمين والأداء ، وتتنوع  سقطاتهُ التي خلقت له بصمة مؤسفة " للأسف"  ولكن بذات الوقت لابد أن نتحلى ببعض الحيادية في ابداء الرأي.
 
لا أخفيكم بأني لست من متابعات برامج التلفزيون الاردني إلا في المناسبات الحرجة والأعياد فقط، وهذا ليس تقليلاً من شأنه بل لأنه ما زال يحتفظ بذات السياق منذ أن تعلمت نُطق الأبجدية .
 
 
ولكن هل يُعقل أن يقع التلفزيون الأردني بين مطرقتين دائماً ؟
 
مطرقة السخط الشعبي  ومطرقة تحليل المضمون الاعلامي ؟!
 
الحدث الذي غمرنا جميعاً بالفخر والأسى بأحداث إربد يجب أن يأخذ حقه على شاشة التلفزيون الرسمي، وإن كانت الوجوه هي ذاتها والأداء لم يختلف والحوار ركيك والأسئلة ساذجة  هذا لا يعطي الحق لأي كان بأن ينتقد أو أن يشكك في مضمون بثه الاعلامي  خصوصاً في هكذا حدث.
 
"لم يعلن التلفزيون الرسمي عن أحداث إربد في حينها وأخطأ معالجتها لاحقاً ...."
 
في محاولة لتحصين الشباب الأردني من كل المضادات الإعلامية التي تستهدف إشاعة الأجواء القابلة لخلق حالات مشابهة لما يحدث في الإقليم العربي، من تأزيم حالات ومطالب معينة ، وفي واجبٍ أمني للدولة بعدم بث الحاصل على الهواء مباشرة لتجنب خلق فوضى شعبية، يعتبر البعض أن التلفزيون الرسمي " مُغيب" عن بث مباشر للأحداث الحاصلة ؟!
 
 
فهل يُعقل أن يكون الأمر على هذا النحو ؟؟ دعونا من أداء المقدمين ودموع السادة المتربعين على منابر البريق الاعلامي والأسئلة غير المناسبة .
 
 
التلفزيون الأردني قدم عبر شاشته أهم مشهدان في نظري على الأقل 
 
الأول الجسد الشعبي الواحد المُلتف على عرس الوطن ، والملك وتواجده في عزاء الأردنيين وصمته الذي يروي الكثير والذي يكفينا ونفهمه جيداً.
 
 
حتى وإن لاقى  التلفزيون الأردني خلال مسيرته تعثرات  جراء  ظروف موضوعية وذاتية انتجت أزمة ثقة وخصومة بين المشاهد وبينه، وأضعفت قدرته على جذب الجماهير والتأثير في الرأي العام الجماهيري والنخبوي، ومن ثم فقدان الحسم في رسم السياسة العامة المحلية والدولية، فهذا ليس مبرراً لجلد الذات خصوصاً في هذا الوقت الذي يباح به إدعاء البكاء .
 
 
إن كنتم قابضون على مصلحة  الوطن بسطوركم فدعوه يمارس سذاجته كما يشاء واعطوا أنفسكم استراحة محاربٍ فجُل ما نحتاجهُ اليوم التروي واجهاض الشبهات وتلافي فخ الحروف التي زرعناها في عقول المتلقين فما بين "متآمر" و"مُغيب" و"غير معني" ستجدوننا في قلب صراعٍ سيأخذنا إلى الضلال ويلهينا عن ما هو أهم وهو أمن هذا البلد الطيب .
 
 
والله المُستعان
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد