أثناء متابعتي لأحد البرامج الصباحية على إذاعة حياة )أف.أم (يقدمها المحترم والمبدع الأستاذ عمر العياصرة الذي نوجه له من هنا تحية محبة وتقدير لشخصه الكريم. وفي مداخلة لإحدى السيدات الفاضلات تحدثت هذه السيدة عن تجربة تعرضت لها برفقة ابنتها على متن طائرة لإحدى شركات الطيران المحلية أثناء عودتها من رحلة سياحية.
تقول السيدة أنها تفاجأت بعدم قدرتها على إزاحة كرسي الطائرة من اجل أن تجعله في وضعية مريحة وعندما طلبت من المضيفة مساعدتها رفضت ذلك وكان السبب العظيم والمبرر المهول لذلك هو برواز يخص وزير قادم على نفس الرحلة يحتل هذا البرواز المقعد خلف المكان الذي تجلس فيه السيدة وابنتها.
معالي الوزير والذي يشهد له بدماثة الأخلاق يعني بين قوسين (محترم) كان حاضرا وطلب أن يتم تغيير مقعد السيدتان عند الحاجة إلا أن الأمر كان صعبا كما يبدو فاضطررت السيدتان إلى إكمال الرحلة في وضع مأساوي كما وصفت السيدة حتى أنها صرحت بأنها سوف ترفع قضية في المحاكم عن الضرر النفسي الذي تعرضت له نتيجة هذه التجربة السيئة بحد تعبيرها.
أنا أولا أضع اللوم على إدارة شركة الطيران الوطنية من خلال تصرف هذه المضيفة غير المسوؤل حقيقة في التعامل مع موضوع كهذا . وثانيا من المعلوم أن البضائع يتم شحنها بعيدا عن مقصورة الركاب وكان أولى بالشركة وضع هذا البرواز في المكان المخصص لشحن الأمتعة بعد القيام بعمل إجراءات معينة يعرفها من يعمل في هذا المجال تضمن عدم تعرض البرواز لأي تلف إذا كان هذا ما يقلق معالي الوزير.
وأتساءل لماذا يعتقد كل من يتبوأ موقع مسؤولية في بلادنا انه قادر أن يفعل كل شيء وان جميع القوانين والأنظمة الموجودة تتعطل عند إشعاله أول سيجار كوبي بعد أن يجلس على الكرسي. وان الجميع بات في خدمته وخدمة من يضمهم تحت جناحيه وانه أصبح سوبر شخص أي لا تستطيع أي جهة كانت أن ترفض له طلبا او تسأله عن تصرفاته مهما كانت.
دائما نستشهد بالغرب ليس عشقا وحبا وإنما احتراما لمنهجية مفهوم المسؤولية لدى مجتمعاتهم فالمسؤولية هناك تكنوقراط أي كفاءات وبالتالي عمل وخدمة ومساءلة وجهد وإنتاج بدون امتيازات تعطي المسؤول أن يتجبر على المواطن ويتكبر على القوانين والأنظمة فالجميع تحت القانون وليسوا خارج دائرة المساءلة وكم من شواهد لرؤساء وزراء ووزراء يصطفون على الطابور للحصول على خدمة او يستخدمون شبكة المواصلات العامة مثلهم مثل أي مواطن عادي.
لذا ترى أن جميع مكونات المجتمع هناك تحترم وتحافظ وتؤمن بهذه التشريعات التي تضمن ممارسة سليمة للعلاقات اليومية الضرورية وتدفع باتجاه سير منظومة الحياة بشكل سلس ومقنع وعادل.
فيا برواز معاليه أرجو أن رحلتك كانت مريحة وانك لم تتعرض لأي ضغط نفسي يؤثر على محتواك وانك قد استلقيت مرتاحا من أوجاع الظهر والركب التي تصاحب المسافر دائما ونرجو أن خدمات التموين كانت على مستوى(VIP) تليق بمقامك العالي ونرجو أن ابتسامة المضيفة كانت تخفف عنك مشاق السفر فنحن يهمنا جدا أن تكون مرتاحا كي يرتاح معاليه بعد ذلك.
الحمد لله على سلامة برواز معاليكم ونتمنى أن يعمل الجميع في برواز يلفه إطار مصلحة الوطن والوطن فقط.