برواز معالي الوزير ومضيفة الطائرة !!

mainThumb

29-04-2016 05:35 PM

أثناء متابعتي لأحد البرامج الصباحية على إذاعة حياة ‏‎)‎أف‎.‎أم ‏‎(‎يقدمها المحترم والمبدع الأستاذ عمر العياصرة الذي نوجه له من ‏هنا تحية محبة وتقدير لشخصه الكريم. وفي مداخلة لإحدى السيدات الفاضلات تحدثت هذه السيدة عن تجربة تعرضت لها برفقة ‏ابنتها على متن طائرة لإحدى شركات الطيران المحلية أثناء عودتها من رحلة سياحية. ‏
 
 
تقول السيدة أنها تفاجأت بعدم قدرتها على إزاحة كرسي الطائرة من اجل أن تجعله في وضعية مريحة وعندما طلبت من المضيفة ‏مساعدتها رفضت ذلك وكان السبب العظيم والمبرر المهول لذلك هو برواز يخص وزير قادم على نفس الرحلة يحتل هذا البرواز ‏المقعد خلف المكان الذي تجلس فيه السيدة وابنتها.‏
 
معالي الوزير والذي يشهد له بدماثة الأخلاق يعني بين قوسين (محترم) كان حاضرا وطلب أن يتم تغيير مقعد السيدتان عند الحاجة ‏إلا أن الأمر كان صعبا كما يبدو فاضطررت السيدتان إلى إكمال الرحلة في وضع مأساوي كما وصفت السيدة حتى أنها صرحت ‏بأنها سوف ترفع قضية في المحاكم عن الضرر النفسي الذي تعرضت له نتيجة هذه التجربة السيئة بحد تعبيرها.‏
 
أنا أولا أضع اللوم على إدارة شركة الطيران الوطنية من خلال تصرف هذه المضيفة غير  المسوؤل حقيقة في التعامل مع ‏موضوع كهذا . وثانيا من المعلوم أن البضائع يتم شحنها بعيدا عن مقصورة الركاب وكان أولى بالشركة وضع هذا البرواز في ‏المكان المخصص لشحن الأمتعة بعد القيام بعمل إجراءات معينة يعرفها من يعمل في هذا المجال تضمن عدم تعرض البرواز لأي ‏تلف إذا كان هذا ما يقلق معالي الوزير. ‏
 
وأتساءل لماذا يعتقد كل من يتبوأ موقع مسؤولية في بلادنا انه قادر أن يفعل كل شيء وان جميع القوانين والأنظمة الموجودة ‏تتعطل عند إشعاله أول سيجار كوبي بعد أن يجلس على الكرسي. وان الجميع بات في خدمته وخدمة من يضمهم تحت جناحيه وانه ‏أصبح سوبر شخص أي لا تستطيع أي جهة كانت أن ترفض له طلبا او تسأله عن تصرفاته مهما كانت.‏
 
دائما نستشهد بالغرب ليس عشقا وحبا وإنما احتراما لمنهجية مفهوم المسؤولية لدى مجتمعاتهم فالمسؤولية هناك تكنوقراط أي ‏كفاءات وبالتالي عمل وخدمة ومساءلة وجهد وإنتاج بدون امتيازات تعطي المسؤول أن يتجبر على المواطن ويتكبر على القوانين ‏والأنظمة فالجميع تحت القانون وليسوا خارج دائرة المساءلة وكم من شواهد لرؤساء وزراء ووزراء يصطفون على الطابور ‏للحصول على خدمة او يستخدمون شبكة المواصلات العامة مثلهم مثل أي مواطن عادي. ‏
 
‏ لذا ترى أن جميع مكونات المجتمع هناك تحترم وتحافظ  وتؤمن بهذه التشريعات التي تضمن ممارسة سليمة للعلاقات اليومية ‏الضرورية وتدفع باتجاه سير منظومة الحياة بشكل سلس ومقنع وعادل.‏
 
فيا برواز معاليه أرجو أن رحلتك كانت مريحة وانك لم تتعرض لأي ضغط نفسي يؤثر على محتواك وانك قد استلقيت مرتاحا من ‏أوجاع الظهر والركب التي تصاحب المسافر دائما ونرجو أن خدمات التموين كانت على مستوى(‏VIP‏) تليق بمقامك العالي ونرجو ‏أن ابتسامة المضيفة كانت تخفف عنك مشاق السفر فنحن يهمنا جدا أن تكون مرتاحا كي يرتاح معاليه بعد ذلك.‏
 
 
الحمد لله على سلامة برواز معاليكم ونتمنى أن يعمل الجميع في برواز يلفه إطار مصلحة الوطن والوطن فقط. ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد