النواب بين العار والانتحار

mainThumb

31-05-2016 11:10 PM

أبى كل الذين جاءوا عبر شراء الأصوات ودفع الرشا وقبض الكموسينات إلا أن ‏يبرهنوا للمرة الألف أنهم لا يغيرون جلودهم مهما حصل...فاليوم الأخير الذي سبق ‏يوم الرحيل جعلهم يوقعون وبدم بارد على بيع الأردن جملة ومفرق، وأكدوا بما لا يدع ‏مجالاً للشك بأن البلاد ليست إلا مزرعة وأن من يأتون ويذهبون لا يهمهم إلا ‏مصالحهم الشخصية وشركاتهم وشراكاتهم...‏
 
الثلاثاء الأسود الذي شكل نقطة فارقة من وجهة نظر العديد من أبناء الشعب ‏الأردني الذي بات يسم نفسه بأنه (الهندي الأحمر) الذي أصبح أقلية في وطنه، لا ‏يملك الحق في أي شيء حتى في الحديث عن همومه وأنه إذا تنفس من شدة الحر ‏قيل له أنه يعارض البلد أو يعادي الدولة...‏
 
تطايرت أفكار المراهنين على رجولة بعض الرجال في المجلس ولكن ونحن نشاهد ‏كيفية التصويت وأخذ الأغلبية على قرار مصيري يدمي قلب الوطن ويشوه عروبته كما ‏يثلم أردنيته،...فليس غريباً بعد اليوم أن نرى الصهاينة وهم يتحكمون برقاب الأردنيين ‏في وطنهم، ونراهم كذلك وهم يستملكون بيوتنا وأراضينا رغماً عنا، وبأمر حكومي ‏نافذ...‏
 
فهذا يريد أن يهدم بيتك لأن مكانه سيقام شاليه أو ملهى ليلي، وآخر يريد أن يقتلع ‏زيتونك لأنه يريد أن يقيم مصنعاً...ثم إذا تقدم الهندي الأحمر لوظيفة سيجد كل أبناء ‏الصين الشعبية والوطنية وسيرلانكا والفلبين وغيرهم من العمالة الرخيصة التكاليف في ‏العالم هم منافسوه...‏
 
فما على الأردني من الآن فصاعداً إلا أن يستعد لحفر قبره بيده قبل أن يصله ‏مصاصو الدماء الصهاينة وأصحاب الشركات عابرة القارات والحدود، لأنه بعبارة ‏بسيطة لن يكون مواطناً في وطنه إلا بالهوية فقط وفي دفع الضرائب...‏
 
فأي استثمار هذا الذي يجعل البلد مزرعة للغادي و الرائح يعب وينهب بدون أن ‏يدفع فلساً واحداً لخزينتها...أي قانون هذا الذي يعطي كل شيء للأغراب مقابل أن ‏يأتوا إليه وينهبوا خيرات بلده...‏
 
أقولها وبصراحة وبملء الفم: مجلس النوائب هذا دمر كل معنى جميل في يوم ‏رحيله، كنا سنحترمهم لو لم يطلقوا علينا رصاصة الرحمة على الرغم مما سكتوا عليه ‏من فساد وما تاجروا به من قبل...لكنهم أبوا إلا أن يؤكدوا لنا أن الأسود لا يمكن أن ‏يكون أبيضاً في يوم من الأيام...‏
 
لذا أوجه لبني قومي ممن يفهمون لغتي ندهة لا بد أن يتمثلوها، وهي أمانة في ‏أعناقهم أن المعركة الانتخابية القادمة يجب أن تشكل فارقاً في عمر الوطن، وأن أمثال ‏هؤلاء من المرتزقة والنفعيين وتجار الجملة والتجزئة لا بد أن يبقوا بعيدين عن محراب ‏الوطن وأمانة الأمة، ولا يجوز لنا أن نسمح لهم ولأمثالهم من أن يمثلوا إلا أنفسهم حتى ‏يلاقوا مصير (السامري) الذي صنع العجل لبني إسرائيل...فنحن أحق بالوطن منهم ‏ونحن أعرف بوطننا وتاريخنا من أولئك الذين يمثلون علينا حب المصلحة الوطنية وهم ‏في الحق أسود الانبطاح والنفعية والمحسوبية...علينا أن لا نضع صوتنا في جعبة ‏أحد إلا ونعلم أنه لا يغدر بنا مجدداً...‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد