وادي عربه في ذكراها الــ22

mainThumb

02-11-2016 12:40 PM

في أي حوار وطني بين الأطراف في الأردن تقفز الى الواجهة دائما الموقف من جريمة وادي عربه لهذا الطرف أو ذاك تلك الجريمة التي ارتكبت بحق الوطن ، وما أكثر الجرائم السياسية التي ارتكبت بحقه ، وكل جريمة أو مأساة أساسها تلك الصفقة التي أبرمت باسم الأردن مع الكيان الصهيوني في 26 من تشرين أول والتي مرت ذكراها المؤلمة قبل أيام في صمت حتى من اولئك الذين بشرونا بأنها ستكون نهاية للصراع العربي الصهيوني وأن الأردن سيجني منها الكثير من الفوائد .
 
ومن الفوائد التي جناها الاردن منذ ابرامها حتى اليوم بحيث باعدت بين الشعب وحكوماته ، ومنذ ابرامها لم يستفيد الأردن شيئا بل العكس صحيحا فقد ارتفعت المديونية لعشرات المليارات من الدولارات وساهمت تلك الجريمة النكراء بوقف خيار الاصلاح السياسي الذي انطلق مع انتفاضة 17 نيسان المجيدة ، وأصبح هدف كل الحكومات المتعاقبة على الدوار الرابع المحافظة على تلك المصيبة التي حلت في الأردن ، كما جرى استحداث أنظمة وقوانين للانتخابات النيابية من أجل تلك الجريمة بدءا من قانون الصوت الواحد وصولا لآخر قانون القوائم الفاشلة التي افرزت مجلس نواب بالتأكيد لن يكون أفضل من سابقيه كما استحدث نفس قانون الصوت الواحد لطلبة الجامعات وما عرف بمجالس الطلبة ، بدلا من اتحاد الطلبة الذي طالبت به القوى اليسارية والقومية .
 
وللأسف تآمرت الحكومات مع قوى الاسلام السياسي وشكلوا مجلس الطلبة بدلا من اتحاد الطلبة ، حيث تمكنت تلك الحكومات بعد قانون الصوت الواحد لانتخابات الطلبة الجامعية افراز مجالس أبعد ما تكون عن خدمة الوطن والوقوف عند قضاياه ، حيث كانت النتيجة انتشار الفوضى والفئوية والقبلية في جامعاتنا التي اعتدنا منها ذات عصر مضى افراز قيادات العمل الوطني والقومي وهي التي كانت بوصلة الوطن لتفرز لنا ما هو عكس ذلك تماما .
لذلك الموقف من جريمة وادي عربه موقف وطني وقومي وأخلاقي ولا يمكن لوطني مخلص أن يقول أنه يؤيد تلك الجريمة .
 
منذ تلك الاتفاقية المشئومة عرف وطننا العزيز الجرائم والمآسي التي وصلت حتى لطلبة المدارس بهدف خلق أجيال ممسوحة الذاكرة فاقدة الوعي كما أن تلك الجريمة أفرزت لنا ايضا حكومات ليس لها علاقة بالوطن ومجالس نواب مستأنسة خالية الدسم السياسي وجدت لتكون مجالس افتاء سياسي لما يحفظ تلك الجريمة التي أعطت العدو بالمقابل كل شيء وأصبح وطننا ممرا لقطعان بني صهيون لعبور كل الوطن العربي .
 
وسؤالنا لماذا تمر ذكرى صفقات الاستسلام مع العدو بصمت وخجل حتى ممن أبرموها بدءا من كامب ديفيد التي أبرمها بطل العبور المزيف أنور السادات لملحقاتها في أوسلو ووادي عربه .
 
لذلك نقولها بملء الفم أن الوطن لن يتقدم ولا يكون هناك اصلاح إلا بمسح تلك الجريمة ومحاسبة من ابرمها فهي أسوأ من ايام الاستعمار البريطاني نفسه ، والاستمرار بنهجها سيقود الوطن للمجهول ، فكل مصائب الوطن الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بدأت من وادي عربه وستنتهي بوأد تلك الجريمة والعودة للشعب صاحب الأمر أولا وأخيرا .
 
وخاب وخسر كل من راهن على عدو الأمة بأنه سيصبح صديقا من أنور السادات المقتول وصولا للساداتيين العرب ، فالوطن اليوم أمام خيارين اما الكرامة وأما المجهول الذي لا يعلم مداه ونهاية أفقه إلا الله ، ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد