الذكرى السنوية الـ15 لرحيل الفريق مشهور حديثه الجازي

mainThumb

09-11-2016 10:34 AM

في يوم الجمعة الماضي كنت في الزرقاء لحضور جاهه لأبن أخي وفوجئت بأحد الاصدقاء الأعزاء يطلبني هاتفيا ليقول بنوع من الانفعال الانساني المحبب ، افتح على قناة الجزيرة الوثائقية الآن ، هناك حلقة خاصة عن الفريق مشهور حديثه الجازي بطل معركة الكرامة وفارسها المشهود له ، وأخبرت صديقي بأن لدينا ظرف خاص كما أنني أعتبر قناة الجزيرة قناة معادية ، ولكن لا بأس  ، وكنت أتابع تلك القناة على مدار الــ24 ساعة  قبل احداث ما يسمى زورا بالربيع العربي ، ووجدت صديقي يخبرني بلهجة جدية بأن الحلقة سيتم اعادتها يوم السبت ، وأخذ يعدد لي الاسماء التي تحدثت عن الجازي ومنهم المناضلة توجان فيصل .
 
وبالفعل تابعت الحلقة كاملة في اليوم التالي ولم أكتفي بذلك ثم أعدت حضورها عبر أحد الاصدقاء الذي سجلها والحقيقة أنها حلقة ممتازة جدا وتحكي عن قصة حياة قائد عربي أردني شجاع ، تحمل مسئولية في لحظة تاريخية وأثبت أنه قائدا مميزا ذو صفات خاصة وقادرا على اتخاذ القرار الشجاع بدون العودة للسلطات العليا أو السفلى ، وواجه عدوا غازيا معتديا وتصدى له بكل الامكانيات المتاحة واستطاع بالفرقة التي يقودها من الجيش الاردني الباسل والمقاومة الوطنية الفلسطينية الشجاعة أن يهزم العدو الصهيوني المجرم الذي انتفخ بعد عدوان حزيران يونيو 1967م ، واعتقد في تلك الظروف بان أي حرب مع الجيوش العربية النظامية ما هو إلا نزهة عسكرية يحقق بأهدافه بالقتل والدمار والتوسع اذا لزم ثم يكون هو صاحب الكلمة العليا في انهاء الحرب أو بدءها .
 
ولكن في ذلك اليوم الخالد  21/3/1968 م، فوجئ العدو الصهيوني بما لم يكن يتوقعه من مقاومة ضارية من الجيش الأردني بقيادة الفريق الذهبي مشهور حديثه الجازي والفدائيين الفلسطينيين الابطال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وتصدوا للعدو الغادر الذي لم يصمد إلا ساعات بعد تلك العنتريات ويولي الأدبار هاربا تاركا خلفه (240) من قطعانه قتلى و(420) من الجرحى ناهيك عن عدد الاليات التي تم تدميرها أو الاستيلاء عليها كغنائم حرب للجيش الأردني والفدائيين الابطال .
 
وكانت الحلقة التي بثتها الجزيرة كما أسلفت رائعة بكل معنى الكلمة وبها اعادة اعتبار لذلك القائد العظيم وتلك القامة الفذة التي لم تنصف في وطنها للأسف ، لسبب بسيط هو أن الكرامة التي صنعها الابطال من الجيش والفدائيين بقيادة الفريق مشهور الجازي أصبحت متاجرة لمن فقدوا الكرامة وتخلو عنها في جريمة وادي عربة .
 
ما كنت أتمناه وطالبت بذلك كما طالب غيري بإعادة الاعتبار لتلك العبقرية الفذة التي فقدها العرب والأردن بشكل خاص ، وأن يتم تكريمه في وطنه وأن يحتفل بذكراه العطره  الاعلام الرسمي الاردني خاصة التلفزيون الذي يمول من جيوب دافعي الضرائب حيث 99 منهم لا يعرف ماذا يقدم ويبث اعلام أهل الكهف .
 
الفريق الذهبي مشهور الجازي رحمه الله ليس بحاجة لإعلام أهل الكهف الذي أصبح كالتلفون العام ، ولكن الوطن والأجيال بحاجة لترسيخ نماذج مشرفة في تاريخ وطننا كالجازي وغيره من القامات الوطنية التي ننحني لها احتراما لتكون النماذج التي نرسخها بتجاربها الوطنية العميقة في أجيالنا القادمة لأجل المستقبل خاصة بعد هذا التصحر السياسي والاجتماعي الذي قاده أشباه الرجال .
 
ومن المفارقات أن الكثير من هؤلاء يحتفلوا بالكرامة وهذا أمر طبيعي أن يغيب اسم الفريق الذهبي مشهور الجازي بطل الكرامة الذي لا يأتي اسمه إلا ضمن قوائم الرجال والأبطال .
 
لذلك تلك الحلقة التي بثتها الجزيرة الوثائقية لفتة رائعة من قناة الجزيرة رغم كل الملاحظات على الجزيرة وما تبثه .
وما نؤكد عليه ونتمناه أن نحتفل بالفريق الذهبي مشهور حديثه الجازي رحمه الله من الاردن ومن الاعلام الاردني وأن ينقل ذلك لكل الوطن العربي والأحرار في العالم .
فقد كان فقيد الامة والوطن عربي الانتماء اردنيا خالص الولاء للوطن مؤمنا بأن العرب أمة واحدة وقضيتهم هي فلسطين وأن العدو التاريخي للأمة هو الكيان الصهيوني الذي هزمه فقيد الامة مشهور الجازي يوم الكرامة فاتحا بذلك باب الهزائم للعدو الذي لم ينتصر بمعركة منذ 1967م ،ولعل وجوده حتى اليوم ناتجا عن تفرق الامة التي كان الفريق الذهبي مشهور الجازي من اكبر المؤمنين بوحدتها .
 
رحم الله أبا رمزي الذي عاش بطلا ومات بطلا وما عند الله أبقى .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد