علموهم العزة

mainThumb

05-12-2016 11:08 AM

لكل أمة من الأمم تاريخ تعتز به ، وصفحات مشرقة تهتدي بها ، كما يوجد لكل أمة عظماء تفتخر بهم وترفع رأسها عالياً عندما يُذكر اسم واحد منهم  .
 
ونحن العرب والمسلمون  لنا تاريخنا المشرف ،وعظمائنا المتميزون الذين سادوا البشرية ونقلوها من عصور الظلام إلى عالم النور ، فكيف لا نعتز بتاريخنا ونفخر بعظمائنا .
 
أيها السادة : الذي دفعني لهذا الحديث أنه عندما تدعوا بعض المؤسسات والجهات الرسمية أو المدنية لاحتفال بذكرى إسلامية كالمولد النبوي أو الهجرة أو الإسراء والمعراج وغيرها ينبري بعض المتفلسفين الذين يدعون العلم والمعرفة - وكأنهم هم الذين عَلموا الخضر ما لم يعلم - ويقولون هذا حرام وهذا بدعة ، ولم يكن في زمن رسول الله أو الصحابة ..
 
أيها السادة : لا أريد أن أناقش حل الاحتفالات وإحياء الذكريات أو حرمتها ، فذلك أمر محسوم عند من يعشقون دينهم وتاريخهم وعظمائهم فهم يحيون هذه المناسبات بما تستحقه من احتفال وسرور ، والله نسأل أن نكون من هؤلاء ، وأن نبقى نعظم شعائر الله .
 
لقد عشت عقد من الزمن في دولة عربية مسلمة أُدرّس في جامعاتها ومدارسها ، فرأيت أن جل الطلبة يجهلون تواريخ مناسباتهم الإسلامية بل ويخلطون بينها ، ولا يعرفون عن سيرة عظمائهم شيئا ويتكلمون عنهم كأشخاص عاديين بل دون ذلك ، فهل نقبل  لطلابنا رجال المستقبل أن ينسوا تاريخهم  ويتجهموا له ؟
 
أيها السادة : إن الطالب الذي يحضر ندوة أو محاضره أو يشاهد تمثيلية أو يحصل على هدية أو قطعة حلوى في ذكرى المولد النبوي أو أي مناسبة إسلامية لا ينسى هذه المناسبة أبداً وسيظل يذكرها ويفتخر بها ما كتبت له الحياة  .
 
نعم أدعوا لمثل هذه الاحتفالات ، بشرط أن لا يكون فيها ما يخالف شرع الله ، وأرى أن إحياءها  أمر واجب وحتمي وأمانة في رقاب الكبار ليعلموه للصغار .
 
أيها السادة : لماذا لا يحتج هؤلاء الفلاسفة ( الشجعان ) على الاحتفالات بأعياد ميلاد وجلوس القادة والمتنفذين بل وعلى حفلات أعراسهم وسهراتهم ، أم أن إحياء المناسبات الإسلامية هي التي تؤدي إلى الفساد وزيادة المديونية ، وهي البدعة الوحيدة .
 
أيها الفلاسفة : تعلمنا في إسلامنا أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص  ، فلماذا تقولون أن الأصل المنع وتفلسفون النص على هواكم .  
 
أيها السادة : لنرتق إلى مستوى إسلامنا العظيم ، ولنناقش قضايا أكثر أهمية ، كضياع فلسطين واحترق حلب والموصل ،وذبح المسلمين في بورما وتكالب الأمم علينا ومحاولة طمس هويتنا الإسلامية وليست النهاية بتغيير المناهج ومنع الأذان .
 
 فالله الله أيها السادة في طلابكم الصغار علموهم تاريخهم واحفروا في ذاكرتهم عظمة إسلامهم بإحياء مناسباته ، ولا تساعدوا على طمس هويتنا من حيث لا تعلمون ، والله الموفق للخير .     
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد