سمو الأمير الحسن

mainThumb

09-12-2016 11:57 PM

  عندما تستمع لسمو الأمير الحسن لا يجب أن تكون العاطفة حاضرة وذلك لكي تستوعب ما يقوله فهو لا يخاطبها أبداً ويُنحيها من كلماته كعادة الكبار ممن يحملون ذاك الفِكر التنموي التنويري الوسطي الذي يُخاطب العقل الإنساني فَيَتَحَسَسُه ليوقظ به تلك الخلايا النائمة ويُزيل الغُبار عنها .

 
في وجوده وكلامه لا يجب أن تأسرك هيبة حضوره أو الكاريزما التي يملكها حتى تبقى حاضر الذُهن لتستفيد وترتقى بفكرك بكل كلمة يقولها ولا يجب أن تفلت منك فهو يَنظُم كلامه من الاحجار الكريمة كل حَجَرٍ يختلف بشكله ولمعته وجماله عن الآخر ولكن في النهاية تكون النتيجه عِقدٍ فائق الجمال تُزَيِن فِكرُكَ بِهِ .
 
مساء أول الأمس وفي منتدى شومان تشرفت بحضور اللقاء الحواري مع سموه وتحت عنوان ( إدارة التنوع وبناء السلام ) كان كلامه كالمطر حوالينا لا علينا ولكن أينما وقع نفع , كانت كلماته كالبرق يحسبها الجاهل أنها تلمع هناك ولكن هي في الحقيقه تسقط غيثاً في أرضنا الطيبة وكانت رسائل قاسية في ظاهرها ولكن في باطنها تحمل الكثير من الخوف على الوطن وما يعانيه وكان لا بد من إلتقاطها بذكاء من المُتَلقي .
 
كان خطابه من النوع السهل الممتنع أشار من خلاله بأنه لا بد من التغيير في الفكر والسلوك لنرتقى وأنه لا بد من ضوابط ينتهجها الحوار للرقي به وأن الإختلاف يُشكل نوع من التكامل إن إستطعنا توجيهه وإحتوائه .
 
كان أكثر ما ركز عليه هو العلم والثقافة وأن الشعوب العربية لن تنهض إلا بالمعرفة وبالبحث العلمي وبالإستثمار بالإنسان وبخاصة الشباب وبزرع القيم الإيجابية بهم .
 
طمأنني حين سألته عن الجدول الزمني الذي يمكن أن ينتهي به الصراع الذي يعانيه الوطن العربي فقال عانى الوطن العربي في السنوات الماضية أسوأ مما يعانيه الآن وكان في كل مرة ينهض ويولد من جديد فالأمة الإسلامة والعربية حية ولن تموت أبداً .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد