الوطن كبير برجاله ونسائه وأجهزته الأمنية

mainThumb

21-12-2016 09:42 PM

يأبى عام 2016م ، أن يغادر ويطوي صفحته الأخيرة قبل أن يسجل في أحداثه الأخيرة العمل الارهابي الجبان الذي تعرض له الوطن في محافظة الكرك .
 
وكما سجل قبل ذلك حادثة الحدود الارهابية والاعتداء على مكتب المخابرات في البقعة وخلية اربد الارهابية وحادثة الكرك الأخيرة التي أدمت قلوب كل أبناء شعبنا بعد استشهاد وجرح عدد من رجال الأمن والمواطنين وسائحة كندية جاءت لتنعم بأمن الأردن واستقراره وكانت ضحية لهؤلاء المجرمين القتلة .
 
ولعل من المؤكد في تلك العملية ما أثلج صدورنا أن الارهاب ليس له حاضنة شعبية ، وهبّ أبناء الكرك الأبية للتصدي لتلك الزمرة المجرمة أكبر دليل على صحة ما أقول ، وقد قلنا سابقا ولاحقا أن الارهاب فكر ظلامي ليس له حاضنة في وطننا إلا بؤر الجهل والتخلف وبقدر ما قام رجال الأمن بجهود وواجبات سجلها التاريخ بأحرف من نور فان الحكومة أثبتت عدم صلاحيتها وانها خارج التغطية طيلة الأحداث هذا اذا أردنا استخدام اللغة الدبلوماسية التي لا تتوافق مع دماء الشهداء التي سالت وعطرت أرض الكرك العطرة وبقدر ما كان أهلنا في الكرك رائعون في تصديهم للإرهابيين القتلة لجانب أجهزتنا الأمنية فقد كانت الحكومة في واد آخر والمؤسف ما تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي عن قول وزير الداخلية عن الذين  استشهدوا بأنهم قتلى وإذا صح ذلك فان وزير الداخلية يذكرني بحياد قناتي الجزيرة والعربية وهما يصفان من يستشهدوا من أهلنا في فلسطين بأنهم قتلى أما وزير الدولة لشؤون الاعلام فان تصريحاته تدعو للإحباط للأسف الشديد ، فقد كان هو وحكومته ينطبق عليهم شاهد ماشفش حاجه .
 
لذلك علينا الاعتراف بأن حادثة الكرك أثبتت لنا أن الوطن كبير برجاله ونسائه وأجهزته الأمنية ولكن حكومته ليست على قدر المسئولية ولا نوابه الذي قيل أن الشعب أفرزهم وهذا ليس صحيحا على قدر المرحلة .
 
تحية شكر وتقدير نوجهها لأبناء محافظة الكرك الأبية بشكل خاص الذين تسابقوا مع رجال الأمن لتطهير قلعتهم التاريخية التي شهدت الملحمة التاريخية التي سجلها الشيخ ابراهيم الضمور رحمه الله عند احتجز الاتراك المحتلين ابنه وطالبوا بتسليم مفتاح قلعة الكرك لكنه رفض ذلك في ايباء وشموخ قائلا (المنية أي الموت ولا الدنية أي العار) واستشهد ابنه أمامه وغير ذلك من ألأمثلة التي تدل على نخوة وشجاعة أهلنا في الكرك .
 
يكفي أن نذكر أن عشيرة واحدة من الكرك وهي المواجده قدمت في عام 1910م ،تسعة وتسعون شهيدا وهو رقم ضخم في تلك المرحلة .
 
ان العملية الارهابية الأخيرة هي ليست جرس انذار فحسب ولكنها صرخة للجميع أن يستيقظوا من غفوتهم الطويلة وان مصطلح  الأمن والأمان ليس دائما محقا .
 
وان ما يحدث في مساجدنا من تجاوزات واضحة يتطلب مراجعته فالذي يدعو للجهاد في حلب ويتناسى القدس لن يكون قلبه على الاردن وأبنائه والذي يدعو للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد هو لقيط وابن المشروع الصهيوأمريكي  في المنطقة ولن يكون قلبه على الاردن .
 
لذلك احذروا الارهابيين القتلة الذي بعضهم بيننا ويعمل على المكشوف ولكن تحت اطار مزيف من التأسلم الكاذب وبيوت الله أولى من يجب تطهيرها من الخوارج الجدد.
 
رحم الله شهداء الوطن من رجال الاجهزة الأمنية والمواطنون والسائحة الكندية البريئة ونطالب باسم الوطن وأبنائه بإقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة من الرجال ليس الجنس شرط بها وأن تكون قادرة على المسئولية في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن والمنطقة ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد