علم الغيب والتنجيم

mainThumb

25-12-2016 11:30 AM

هذه الأيام من كل عام تكون موسم نشر التنبؤات (التنجيم) فتجد مدعيها يتنوعون في مجالسهم  بين الأزقة وبين الشاشات وربما يكون من في الأزقة الأكثر خبرة في التلفيق والإدعاء، وكل المنجمون يتقوتون على فضول الناس لمعرفة الغيب، وهذا التنبؤ المدعى يكون من خلال خدعة مهارية لغوية بقول جمل متعددة التأويل بقصد التضليل من قبل مطلقيها.
 
وغالبًا ما يستند التنبؤ لدى (العرافين) مدعي المعرفة الغيبية من خلال رؤية سطحية للواقع ورمي جملة ضبابية المعنى تجاه ما يرونه لإدعاء التنبؤ والمعرفة ويربطون أقاويلهم بفكرة الأبراج وتقارب الكوكب واندفاع قوى الشر والخير بين الكواكب بالتأثير على العام والأشهر والأيام.
 
ورغم أن منطقهم معدوم من حيث الحس الظاهري غير أن الفكر البشري المؤمن بوجود قوى مؤثرة خارجية على حياته يتقبل هذه التنبؤات والأفكار ويصدقها ولا يمكن إنكار أن كثيرين يبنون سير مخطاطاتهم على تلك الأقاويل والإدعاءات ويتحولون من فكرة التصديق لما قيل إلى حالة التنفيذ لما سمعوا لكي يكون واقعًا في حياتهم.
 
وهنا يكمن خطر الإنصات للتنجيم والتنبؤات حتى لو بمجرد اللعب واللهو، فتلك الكلمات التي تخرج تصبح مركزًا يوجه الفكر وينعكس على الفعل ضمن واقع حياتنا، نؤمن بأن المنجمون كاذبون، وقال تعالى : (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (56 النمل) صدق الله العظيم، والمنطق الديني لا ينفي أن هؤلاء المنجمون يستعينون بقوى شيطانيه لرصد فعل يحضر أو فعل كان واردًا قولًا أو أشير له ضمن منطق أناس خططوا أو أرادوا فعلاً القيام به خلال فترة وجيزة، فيبنى ذلك التنجيم الضبابي على هذه المعرفة الشيطانية الواقعة فعلا لا غيبًا ومن هنا يكتسب المنجمون ثقة ومصداقية وجودهم في حياتنا.
 
ومن هنا يمكن القول بواقع لا يقبل النفي أن شياطينهم كانت حاضرة في مجالس العازمين على فعل معين فلا يمكن إنكار أنها تسترق سمعًا لقول قيل ضربًا من الكلام أو واقعًا لشيء بالفعل يراد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد