ايذاء الناس - د عبدالله أحمد بطاح

mainThumb

02-03-2017 01:25 PM

 مع تساقط حبات المطر وفوح رائحة جميلة من الأرض المتعطشة لقطرات الماء يصعد الحاج أبو مرزوق حافي القدمين على سطح بيته ليتفقد الدش(الستالايت) وبواري صوبة الحطب واثناء صعوده يتعثر بتنكة الزيت(لولا حفظ ربنا لخسر مونة هذا العام)، وعندما وصل نهاية الدرجات وإذ بباب السطح مغلق بالسحاب فيحاول فتحه ولكن دون جدوى فيفتحه بحجر وضع خصيصا لهذه الظروف، وبعد الدخول يبدأ بالبحث عن عطب هنا أو هناك ليصلحه استعدادا للبرد القارس.

وفي اثناء عملية البحث والتحري يشعر أبو مرزوق بالندم لأنه لم يلبس شيئا بقدمية فالبرد بدأ ينخر عظامه والهواء يصفع خدوده .
 
 ومع كل هذا فإنه يقرر الصمود أمام هذا البرد؛ لأنه يشعر بأنه ما زال فتيًّا ولكن هيهات هيهات فللعمر ضريبة يا أبا مرزوق فينصاع لآهات جسده ويقرر النزول مهرولا إلى صوبة الحطب لينتقم من هذا البرد، ويتربع أمامها متمتما في نفسه(بدي العن أبو البرد) ويتناول بيده شوال (الكنادر) الذي احضره من البالة(هذا الشوال لا يستفاد منه إلا للتدفئة؛ لأنه كله فردات يسراوية) ويبدأ بوضع الكنادر كندرة تلو الأخرى مستمتعا بلون(البواري) فكلما احمر (البوري) زادت سعادته متناسيا ومتجاهلا من يقطن بجواره فقد عكر مزاجهم وجعلهم يصابون بأمراض شتى أخفها ضيق التنفس أما تعلم بأن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.
 
 فقد قال رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام:ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه لذلك ينبغي علينا الابتعاد عن جميع صور ايذاء الناس والتضيق عليهم في أوقات استراحتهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد