البطاقة الذكية

mainThumb

24-03-2017 10:21 PM

أعلنت حكومتنا أنه سيتم وقف العمل بالبطاقة الشخصية التي يحملها المواطنون يوم 15/6 من هذا العام وستعتمد البطاقة الذكية بدلاً منها ، فازدحمت مكاتب الأحوال المدنية بالمواطنين كل يريد استخراج بطاقته حتى لا تتعطل مصالحة ، ويستفيد من الفترة المجانية لاستخراج البطاقة ، ولما كانت مدينة الزرقاء ذات المليون نسمة لا تحتوي إلا على مكتبين للأحوال المدنية : الرئيسي في السوق التجاري ، والغربي في حي معصوم ، فقد تدافع الناس بطريقة غريبة على المكتبين وحجزوا دورهم منذ السابعة صباحاً، وكذلك حصل في كل مملكتنا الحبيبية .  
 
المهم أني توكلت على الله ، وذهبت الساعة 8,30 صباحاً إلى مكتب معصوم وعبأت الطلب وأخذت ورقة الدور وكان رقمي 315  – ولما رأيت بطئ العمل وأن موظفين اثنين يعملان في البطاقات - ذهبت إلى عملي وعدت الساعة 6,30 مساءً فإذا الرقم 190 فعدت خائباً ، وقلت لأبدأ في الغد جولة جديدة لأن النشامى لا يصدرون أكثر من 200 بطاقة يومياً .
 
حضرت صباح اليوم التالي قبل الثامنة والنصف وأخذت ورقة الدور فكان رقمي 334 فأسقط في يدي وقطعت الأمل في هذا اليوم ، وذهبت إلى عملي لعلي أجرب حظي غداً ، وفي العمل يَسر الله لي  - ابن حلال – وأعطاني ورقة دوره " رقم 38 " فسررت كثيراً ودعوت له بالخير.
 
ذهبت إلى الدائرة حوالي الساعة 11 صباحاً وانتظرت قليلاً فجاء رقمي وقدمت أوراقي ودققها الموظف ، ثم انتظرت نصف ساعة فأخذوا بصمة حدقية عيني وبصمة أصابع يدي العشرة ، وصوروني صورة ليضعوها على البطاقة – بدت فيما بعد كصورة رجل صومالي أنهكته الحرب الأهلية – وعندما عدت لأخذ البطاقة بعد 4 ساعات أخذوا بصمة أصبع الإبهام من كلتا يدي ثم أخذوا توقيعي على شاشة ، وأدخلت رقماً سرياً ، وقالوا انتظر 5 دقائق لتخرج " المحروسة " والحقيقة أنني كنت أتخيل لصرامة هذه الإجراءات أن الأردنيين بهذه البطاقة سيحققوا أحلامهم ويدخلوا إلى الولايات المتحدة ، وأن ترامب أصدر أمراً  : أن يدخل الأردنيين أمريكا بالبطاقة ولا داعي للتأشيرة أو جواز السفر ، المهم أنني أخذت البطاقة وفكرت أن أصلي ركعتين شكراً لله أمام الحاضرين ، لكن أحد المسرورين بأخذ بطاقته  أطلق " زغرودة " قوية وصاح بأعلى صوته : يعيش جلالة الملك المعظم ، وأخذ  الحاضرون في الضحك .
 
أيها السادة : قدرة  مكتب معصوم إصدار 200 بطاقة يومياً والمكتب الرئيسي 400 فالمجموع 600 بطاقة يومياً ، أي أن المكتبين يصدران في الشهر 15 ألف بطاقة ،إذن نحن بحاجة إلى 3 سنوات لإصدار نصف مليون بطاقة لأهل الزرقاء ، فكيف نحدد 3 أشهر لإصدارها ! أين مهندسو الانتخابات النيابية الذين وضعوا قوانين الصوت الواحد ، والدوائر الوهمية ، والقانون الأخير العجيب الذي لا يوجد له مثيل في العالم ليضعوا خطة لإصدار البطاقة الذكية ؟ نحن بانتظار آلية جديدة لإصدار البطاقة تحافظ على وقت المواطن وكرامته . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد