هل بتنا نخدم المشروع الصهيوني دون وعي منا ؟ - م. محمد فندي

mainThumb

28-05-2017 04:32 PM

يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تتحدث عن نقاشات تجرى في الكنيست الصهيوني بين نواب عرب فلسطينيين وآخرين صهاينة حول القضية الفلسطينية بشكل عام او موضوع النكبة أم الاستقلال  او الحق التاريخي لكل طرف في فلسطين. 
 
ومن البديهي أن كل ذلك يتم تحت المظلة الصهيونية سواء شئنا أم ابينا. الملفت للنظر انه يتم في هذه المقاطع اظهار البعض من النواب العرب الفلسطينيين بالمظهر البطولي الزائف على مسرح صهيوني والذي لا يغني ولا يسمن من جوع دون أن نعي أن نشر مثل هذه المقاطع الذي يتم تسريبها وتداولها والتي تلعب على وتر حساس لدي الفلسطينيين والعرب بشكل عام مثل قضية النكبة او قضية المسجد الأقصى او كما يسميه الصهاينة بجبل الهيكل او حائط البراق أنها تخدم التوجه الصهيوني في اظهار نفسه بالمظهر الحضاري والديمقراطي والانساني وبان كل ما يقال عن ان اسرائيل دولة احتلال او دولة عنصرية اجرامية قامت على حساب الشعب الفلسطيني بسلبه أرضه وتراثه بل وحتي تاريخه لا معنى له بدليل انها اي اسرائيل وفرت للفلسطينيين وكل مواطنيها وعاء ديمقراطيا يقولون فيه ما يشائون في الوقت اللذي يقتل فيه العرب في دولهم اي صوت معارض او حتى منتقد للسياسات سواء الداخلية او الخارجية. وهل بهذا اختزلنا نحن الفلسطينيين والعرب معنا قضيتنا ومسرى رسولنا ومهد مسيحنا في مقاطع مصورة لأنشطة الكنيست الصهيوني نساهم في نشرها بتجميل صورة هذا الكيان دون وعي منا.
 
هذه المقاطع تكثر عادة في اعقاب كل فعل اجرامي يقوم به الصهاينة كقضية قتل طفلة فلسطينية في باب العامود كانت عائدة من مدرستها باسلوب همجي بربري جبان او اعتقال مدير مدرسة في القدس بطريقة مشينة لا تليق بمجتمع متحضر كما يدعون او اعتداءات مستمرة يقوم بها رعاع المستوطينين الصهاينة في الضفة الغربية تسببت قبل أيام في قتل شاب فلسطيني داخل بلدة حوارة جنوب نابلس واحراق منزل مواطن في البلدة ذاتها. حتى أن انهاء اضراب الأسرى الفلسطينيون بالاتفاق مع سجانيهم على تحسين شروط سجنهم تستغله اسرائيل بالشكل اللذي نتناسى فيه نحن والعالم معنا ما يقوم به هذا الكيان من جرائم مستمرة منذ تاسيسه في عام 1948.
 
كم من قافلة انسانية سيرت في اتجاه غزة في مسعى انساني بحت من أشراف هذا العالم لفك الحصار عن شعبنا فيها حتى هذه اللحظة دونما نتيجة تذكر. اليس الابقاء على هذا الحصار التي تشارك فيه وللاسف أطراف عربية بل وحتى فلسطينية تسعى حتى لتشديده يمثل جريمة مستمرة منذ ما يزيد على العشرة اعوام. الا يمثل التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني بمسميات مختلفة في ظل هذه الجرائم المستمرة في حق اهلنا في فلسطين خيانة للهوية والدين والانتماء ومسرى رسولنا بل وحتى خيانة للإنسانية.
 
ان قطرة دم طفل فلسطيني بريء قتل على حاجز صهيوني دونما مبرر لهو اشرف واطهر من الكنيسيت الصهيوني بكل ما يحويه من فعاليات تخدم بلا ادنى شك مشروعهم الاجرامي. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد