حتى لا يفهمنا البعض خطأً ؟!

mainThumb

30-07-2017 05:54 PM

دائماً ما تظهر كتاباتي على انني المعارض ، ولكن لا بدَّ لي أن أوضِّح بعض النقاط المفصلية من قناعاتي التي استمدها واقع العالم المشوّه ككل . 
 
أعتقد أن الاردنيين من أوفى الشعوب على وجه الارض حبّاً وولاءً لقيادتهم التي تحكم الاردن ، وحتى لو اختلفنا معهم في النهج العام ، وهذا لا يعيبنا بالتأكيد ، وفي ذلك نمارس حالة صحيّة أتمنى على الاجهزة الامنية فهمها على المدى البعيد . ولا تحاول بذلك عمل الشّد العكسي باتجاه الظلم والقمع ونرجسية فتل العضلات غير الحقيقية البتة . 
 
الاردن ومنذ فجر التاريخ اختلفنا أم اتفقنا ؛ هو البلد الوحيد شعباً وقيادة ممن يدفع الثمن غالياً من أجل الاشقاء بدءاً من العراق وانتهاءً بفلسطين الام والمجد والنضال ، ومن هنا أخاطب الانسان الواعي المتصالح مع ذاته ، والذي يدرك تماماً أننا من آدم وآدم من تراب ، وأن المسلمين اخوة وغير المسلمين أهل كتاب وأهل وأصحاب حق إذا ما ابتعدنا عن الفوضى المنسابة عبر اللاتفكير ، وأن العرب كلهم من الجزيرة العربية ، وأننا نكره ما اجمعت عليه الاتفاقيات التي تعيث فساداً في تكسّر الدماء العربية عبر اردني وفلسطيني وسوري وعراقي ، وتقسِّم المقسَّم حتى بتنا رعاع لا يجمعنا إلا الكره والعناد ، ونختلف متى زجت بيننا انتخابات أو كرة حمقاء أو مصاهرة !! هل الانسانية والاسلام تحدد بشهادة ولادة ؟ أم أنها فعل وحب والتقاء بين الاخوة أيّاً كانت مشاربهم ؟!!
 
سمعنا ما حصل من قول بعض الاشقاء في القدس الشريف ، وهنا أقصد ومتعمِّد لأنه الواقع - هو شقيق ومصير بالنسبة لنا في الدم والنهايات ، وينادي بإسقاط النظام الاردني ، والمشكلة أنه يطلب منّا جميعاً ذلك بعبارات استباقية مفادها - احمد الدقامسة ومعارك ابو تايه ؛ حتى يجعلنا حاقدين على نظامنا الاردني بغض النظر عن ممارساته والتي ربما لا ترضي الاكثرية منّا فعلاً ونظرياً ، ومن هنا نقول بكل ثقة وبكل منطق واع : النظام في الاردن خطٌّ أحمر ، والمواطنون اخوة يجمعنا دين ودماء أبديين ، وأعتقد أن الاقصى يتنفس من رئته الوحيدة وهي الاردن ( شعباً وقيادة متفقين على الحلوة والمرّة ) .
 
 وقلتها سابقاً : نحن نختلف مع النظام الحاكم ، ولكن لا يمكن أن نكون شعباً همجيّاً ، والاصلاح طريقنا مع النظام ، وأتصور أن الفساد في الاردن مسؤولية مجتمع ومن هم حول القيادة الهاشمية ، فلا يمكن للملك عبدالله الثاني أن يفرض الفساد على أي مواطن إلا إذا كان هذا الشخص يمتلك الارضية الفاسدة دون أن ’يفرَضَ عليه ، فلا أعتقد أن السياسة الدولية بعمومها تتعامل مع ما نفكِّر بمحدودية ؛ لأن العالم الآن محكوم بمعاهدات واتفاقيات وقعت بوقت يسمح بممارساتها لتستمر الحياة وليستمر الحكم ، وفي ذلك نحتاج لتكاتف حتى نكون العين التي يرى بها الحاكم المشهدَ بوضوح ، والعقل الذي نفكِّر به جميعاً لتستمر رحلة الامن والامان المنشودَين . 
 
صلاح الانسان مرهون بدينه ، وربما أننا وفي هذه المرحلة لسنا بالأمّة التي تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وبتصوري البسيط أن المشهد العام الاردني والعربي مصاب بعمى وعدم تفكير ، والناضج ما اتفق على وحدة الامّة وأمانها ، والهاشميون وان أخطأوا ببعض السياسات المفروضة بالقوّة من عهد الشريف الحسين وحتى اللحظة ؛ فذلك لا يؤشر وينفي أبداً على أنهم الحريصون على أمن وسلامة الانسان العربي بعيد النظر عن أخطاء ربما هي من اختصاص من آمنهم وأمّنهم على الوطن وسلامة حقوق المواطنين المختلفة .... فعدونا ليس الملك تحديداً ؛ عدونا مَن هم حول الملك . 
 
لن نراهن على أحد كان ، ولن نساوم على وطننا الاردني والفلسطيني مهما كانت الاسباب والاحوال ، والنظام وان قلنا كثيراً بحقه التقصير ، فهو ملاذنا أردنيين وفلسطينيين وعرب ، وأعتقد أن النظام الاردني بحاجة للوقوف معه في وقت الشِّده لنتخلص ممن هم حوله من مخربين ، وأوليجارشيين اقتصاديين ساعدهم النظام في التمسّك بمفاصل الحياة في البلد ، ومع ذلك لن نساوم على الملك وشعبنا ، وأعتقد أن العشائر الاردنية لم تتوان لحظة في ولائها للقيادة وحتى لو اختلفت معه في الكثير من القضايا الداخلية والعربية .
 
- مرة أخرى ، أتمنى عدم الفهم بالخطأ ، وبالرغم من كل شيء ؛ لن نساوم على الأردن وأمنه وشعبه .. 
 
فالمواطن المقدسي كان يعاني وهو مرابط ، وله حرية التعبير أياً كانت بحيث إلا تكون مأجورة ومدفوعة من بعض القيادات الفلسطينية التي أجهزت على الوطنيين من فلسطين الغالية - وكانوا يسمون البعض - مسؤول التصفيات ، وهو المفاوض على مصير فلسطين ، وبتصوري لم يعد المشهد مخفياً عن الجميع ، فالقيادة الاردنية لم تقتل أحداً من فلسطين ولا الاردن ولا العراق ولا سوريا ولا مصر ، فقد كانت على الدوام ملاذَ الاحرار والمرابطين في كل مكان - ثقةً منهم أن القتل حرام والاحتلال باطل كيفما حمل من صور .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد