الزحام المروري والحل الوشيك في عمان

mainThumb

15-09-2017 08:52 AM

الزحام في عمان يشبه البحيرة المرفودة بأنهار من المسارب التي تكتظ بالمركبات المتزاحمة بدءاً من أطراف المدينة الجميلة لتصب عبر الطرقات والأنفاق والجسور إليها..حيث يخالف الزمن في حومة التدافع العشوائي للمركبات بأحجامها المختلفة نسبية أينشتاين التي ديست تحت العجلات وهي بالكاد تتحرك بمعدل متر واحد كل عشر دقائق... هذا ما ستوحيه إليك إي صورة فضائية لمدينة عمان التي ترزح تحت ضغط هذا الزحام الخانق والمتفاقم دون حلول جذرية في أجواء من التلوث بالعادم الغازي الخانق الذي يزكم الأنوف، بالإضافة إلى هدير السيارات المتطاحنة في سعيها للخروج من مناطق الأزمات باتجاه إي فسحة قد تتواجد على المسارب الأخرى في مخالفات مكشوفة لقوانين السير.. ربما لجأت أمانة عمان عبر مسيرتها الطويلة  إلى تنفيذ بعض الحلول على الأرض مثل إقامة جسر ونفق الدوار الثامن بالإضافة إلى تقاطع الدوار السابع مع شارع عبدالله غوشة والجسور والأنفاق على طول شارع المدينة المنورة، وأحزمة عمان الدائرية، والباص السريع الذي ميَّل حظه الفساد المستشري في أوصال البلاد؛  إلا أن عمان الغربية ساعة الذروة تكاد لا تطاق. وكان صيقاً لي قدم من تشيلي ليستقر به المقام في مدينة عمان التي سمع عن نظافتها المتفردة حيث ساعدته قبل عامين على شراء شقة له في خلدة، متباهياً صاحبنا آنذاك بأن الحي الذي يقطنه لا تجد له مثيلاً حتى في أرقى أحياء تشيلي، ولكن أثناء زيارته الأخيرة  لي فبل شهر أفضى إلي بهمومه نادماً على خياره المتسرع في شراء الشقة منوهاً إلى أن عمان الغربية لا تطاق بسبب الزحام الخانق ، حيث  الوقت فيها مهدور وحركة السير تصيبك بالسكتة القلبية.. وفي زياراته الأخيرة لي في البنيات قريباً من شارع الحرية اتصل بي صاحبنا  معتذراً حيث عاد أدراجه بسيارته الأنيقة من حيث أتى فاتصل بي مبرراً قراره في أن إشارات الإرسال وجدها أشد وطأة في زحامها حتى من نفق وادي عبدون.. صارخاً بحرقة بأن الوقت في عمان بات مهدوراً إلى درجة لا تنسجم مع حالة الحداثة التي ترافق التنمية المستدامة في الأردن، فضحكت مداعباً وأنا أفصل له منابع الأزمة في المنطقة المذكورة بأنها متصلة جهة الغرب مع زحام آخر عند مفترق طرق مرج الحمام ناعور ، وباتجاه الشرق مع زحام منطقة الجمرك حتى إشارات خريبة السوق.
ويبدو أن البشرى قادمة والأزمة ستحل نسبياً في هذه المنطقة بغضون عدة سنوات، وهي المدة المفترضة لإنشاء مشروع مروري ضخم بدعم سعودي يتمركز في ثلاث مناطق حيوية سنأتي على ذكرها في سياق الخبر التالي الذي نشرته الصحف الأردنية.
فقد رعى رئيس الوزراء هاني الملقي بدار رئاسة الوزراء، توقيع اتفاقية المنحة السعودية الخاصة بمشروع التقاطعات المرورية في عمّان بقيمة (60) مليون دولار..
وتأتي المنحة المخصصة لمشروع التقاطعات المرورية بحسب مواقع وصحف محلية في عمّان ضمن المنحة السعودية المقدمة للأردن والبالغة (250ر1) مليار دولار لتمويل المشاريع ذات الأولوية وفي مختلف القطاعات والدعم المقدم لمساندة الاردن في جهوده باستضافة اللاجئين السوريين وتمويل مشروع انشاء وتأهيل الطريق الصحراوي التي تم التوقيع عليها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الى الاردن في آذار الماضي.
وسيسهم مشروع التقاطعات المرورية الى تأمين الحركة الانسيابية للازمات المرورية في العاصمة عمّان حيث سيتم انشاء (3) تقاطعات في عدد من شوارع العاصمة.ويتألف التقاطع الاول بإقامة تقاطع رباعي بمنطقة خريبة السوق مكون من نفق بطول (110 م) باتجاه واحد، وجسر بطول (350 م) بكلا الاتجاهين ودوار.
ويكون الثاني في مرج الحمام على طريق عمان البحر الميت بإنشاء تقاطع من (3) مستويات مكون من جسر خرساني بطول (240 م) ونفق بطول (110 م) ضمن (4) مسارب وفي كلا الاتجاهين بالاضافة الى تنفيذ تأهيل جميع الطرق الرئيسية والخدمية المتصلة بالتقاطع.
فيما يكون الثالث على شارع الحرية مع شارع القدس من خلال انشاء تقاطع رباعي ضمن (4) مستويات، حيث يتكون المستوى الاول من جسر بطول (560 م) مع جدران استنادية ويتكون الثاني من جسر بطول (220 م) مع جدران استنادية، ويتكون الثالث من تقاطع رباعي بإشارة ضوئية، فيما يتكون المستوى الرابع من نفق بـ(4) مسارات ب.
وفي نظري أن هذا الحل قد يعالج على أقل تقدير الأزمة المرورية في عمان الغربية على طول الطريق الممتد من  طريق عمان العقبة باتجاه البحر الميت مروراً بشارع الحرية.. ولكن في حساب الوقت فإن الأزمة التي ستنفرج عند تقاطع الحرية (الإرسال) ستجد لها خيارات مفتوحة في طريق الحرية- الدوار السادس. بالإضافة إلى طريق  الحرية- الدوار السابع .. والحرية - رأس العين الجديد.. ولكن إنفراجها عند تقاطع مرج الحمام - ناعور- الثامن.. سيفتح الزحام على منطفة الدوار الثامن ما لم تبادر الأمانة إلى فتح طرق فرعية جديدة تلتف حول مناطق الأزمات لتوزع الزحام على بقية الطرق في إطار زمن تنفيذ المشروع الأساسي ، وهذا يندرج ضمن الحلول الاستشرافية  التكميلة لعموم حالة الطرق المتصلة بالمشروع آنف الذكر..
وفي سياق هذا المقال ينبغي أن نخفف الحمل على القارئ فنتجاوز الحديث عن معاناة  شارع الجاردنز . وتقاطعات خلدة.. وشارع المحطة.. الخ. على الأقل كي نريح أعصاب سكان تلك المناطق والمنتفعين من خدماتها، ناهيك عن المغتربين  القادمين إلى مدينة عمان الجميلة من الخارج، أمثال صاحبنا وقد ضاق ذرعاً بالزحام الذي تعامي منه العاصمة فيلتهم الوقت دون حساب  في بلاد تبحث عن الحداثة خلال تنمية يعتبر الاستثمار من أهم مدخلاتها، بينما الوقت عمادها لمن يبتغي التطور الحقيقي بينما ما زلنا نتلمس أطراف نتائجها


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد