الأسيرة عهد التميمي زعيمة المستقبل الفلسطيني

mainThumb

22-12-2017 04:28 PM

اتصل بي صباح هذا اليوم المناضل الفلسطيني الدكتور سمير أيوب، وهو شخصية وطنية غنية عن التعريف، واقترح علي أن ننظم من خلال الدورة التاسعة لدار الندوة ندوة حوارية يوم السبت الموافق   ٣٠ ديسمبر ٢٠١٧ في دارة أبو بكر بالجاردنز/ عمان- ويكون محورها مرتكزاً على شخصية المناضلة الفلسطينية اليافعة عهد التميمي، ودورها في ترسيخ الحلم النضالي الفلسطيني في الأجيال الصاعدة، وأسر لي بأنه قد تواصل مع نخبة من الكتاب والباحثين لترسيخ ظاهرة المناضلة شهد من خلال نشر كتاب عنها كظاهرة يجب رعايتها ثقافياً، بحيث يكتب كل باحث عنها من زاويته، وطلب مني شخصياً رفد كتابه الذي يتطلع لنشره بعد شهر ليتواكب مع تداعيات المخاطر المحدقة بها وهي في الأسر.
 
ففكرت بعنوان يليق بهذه الظاهرة في زمن الخيبة والتخاذل، وعيني تتجاوز الحاضر المر إلى أبعد من أفقه المكبل بالقيود، فلا تسمع في عتمته إلا جعجعة دون طحن، بينما الكنعانية عشتار يأتيها المخاض فلا ولادة، والكنعاني بعل تدوي رعوده دون مطر.. وسنابل القمح تقتات على هشيمها نيران الحقد فلا قمح بسد الجوع، ويسود البلاد القهر.. كنت أنظر بعين المتفائل إلى أبعد من كل هذا، حيث عنوان ومض في ضميري وتجلى به خاطري:
 
" حافظوا على مقدار الطاقة الكامنة في قلب ابنة مستقبلكم الشجاعة عهد التميمي، زعيمة المستقبل الفلسطيني حتى لا تجهض ظاهرتها النيران، ففيها من ملامح الأميرة الكنعانية  (نيرموندا) كل مظاهر القوة التي تخيف الصهاينة، وتقلب الخوف في قلوبهم الواجفة..  فحذاري أن تدعوا الذئب يجهز على ياسمينة فلسطين المعربدة في صمتنا الذي يشبه ما في القبور من سكون.
 
دعونا نفهم عبقرية التلقائية والبساطة في تجربتها، إنها الأسيرة الفلسطينية عهد التميمي التي تحولت رغم صغر سنها إلى ظاهرة حقيقية تنبه لخطورتها المحتل الغاشم، وخاصة ما تمتلكه من طاقة  إيجابية متحررة قادرة على برمجة الجيل الفلسطيني الجديد برمته، وبدون مبالغة؛ ليخلص الحق الفلسطيني من دنس  المتواطئين.
 
واللافت أنها في كل اللقاءات العفوية المتلفزة كانت تثبت بأنها تلك الياسمينة المتجذرة في الأرض، اليافعة الجميلة الواعية، القادرة على تلخيص الحلم الفلسطيني من خلال تصديها لجنود الاحتلال المدججين بالسلاح، فكانت أقوى من كل قرارات ترامب ومن لف لفيفه من العربان المتاجرين بقضية فلسطين، فإذا كان نتنياهو الضامن لأمنهم فالطفلة عهد وأمثالها هم الضامنون للمستقبل الفلسطيني، ولأنها الزعيمة المُحتملة للشعب الفلسطيني، أرادوا كسر جموحها بالاعتقال، غير مدركين بأنها توقعت ذلك منهم منذ مواجهتها الأولى مع ذلك الجندي الصهيوني الذي تذكرون كيف أرتعدت فرائصه من ابنة ال ١٢ عاماً وهي تتحداه، وتلوح بيدها في وجهه المربد متوعدة بقهر جبرونه: 
 
"هذه أرضنا فاخرجوا منها يا قتلة". ذاتها صاحبة أشهر عضة طبعت على ساعد يد أحد الجنود الصهاينة القابضة بتشنج على الرشاش عوزري، وقد كبرت تلك الطفلة مع الجرح الفلسطيني، وهي تواجه عدسة تلفزيون الحدث في لقاء متلفز أجري معها مؤخراً، فبدت من خلاله وهي تثير الدهشة كأنها أميرة يافا الكنعانية الأسطورية "نيرموندا" التي أسرها الغزاة وهي تتصدى لهم؛ لتحمي يافا من جبروتهم، فقالت الشيء الكثير عن كسرها لحاجز الخوف وهي تخلص الأطفال الفلسطينيين من القتلة الإسرائيليين، ومنهم أقرباء لها، وبالتحديد شقيقها ابن الحادي عشر الذي حطم الجنود الصهاينة يده المجبرة بالجبس بوحشية، قالت ابنة ال ١٤ عاماً وبكل وعي: 
 
"كان بإمكاننا الإجهاز على الجندي المهووس بقتل الفلسطينيين وهو مطوق بأيادينا (التي اعتادت غرس أرض بلادنا بالزيتون)؛ ولكننا أكثر إنسانية منهم".
 
هذه البطلة اليافعة "عهد" التي حلقت صور بطولاتها بوجهها الجميل النابض بالتحدي في سماء العالم، حتى رسم وجهها الذي يشبه نيرموندا أميرة يافا الإسطورية في بوستر  كاريكاتوري نشره أحد الفنانين البرازيليين ممن تأثروا بحكايتها المدهشة في أكبر صحف بلاه معبراً من خلالها عن وحشية المحتل الصهيوني، وهو يتصدى لأطفال فلسطين، ويسحق بأعقاب البنادق نظراتهم المليئة بروح التحدي وعنفوان زهرة النور وهي توقد النهار في الليل الفلسطيني الحالك الطويل.
 
لقد أخافت هذه الفتاة الفلسطينية اليافعة بتحديها للقتلة الصهاينة المدججين بالسلاح، قادة الاحتلال وصادرت أوهامهم ، لتنغرس كالأشواك في أحلامهم، لأنها موعودة بالغد الفلسطيني المشرق، تريد كسر حاجز الاحتلال الذي كما وصفته في إحدى الأفلام الوثائقية المعنية بالإنسان الفلسطيني تحت نير الاحتلال بأنه "محتل إسرائيلي يضطهد  الطفل الفلسطيني ويحاصر أحلامه" لذلك كرمت هذه الزعيمة الشجاعة في تركيا وعلق رئيس بلدية  باكشهير  على صدرها نيشان  للشجاعة تكريماً لها، لا بل أنها صرحت في إحدى المقابلات بأنها تحلم بزيارة أمريكا لكي تتحدى ترامب في عقر داره؛ لذلك أرادوا سحق هذه الجوهرة في مهدها، فقامت عليها حملة إسرائيلية شرسة لصفعها الجندي الإسرائيلي أمام عدسات التصوير، دون أن يدرك إعلامهم المخبول بأن نجم زعيمة المستقبل الفلسطيني قد سطع، وإنما باعتقالها سيرسخون وجودها في الوجدان الفلسطيني، وكانت وهي تجيب على أسئلة مذيع قناة الحدث برزانة وهدوء كالأميرات، فتركز في الإجابات من خلال وعيها لما يدور حولها بثقة الزعيم وحكمة الفلاسفة، فلم تربكها عدسة التصوير أو يرف لها جفن وهي تصف المحتل بالإرهابي، وتتحدث بصيغة الجمع دون احتكار  للبطولة، نعم فالمناضلة عهد تستعيد جموح أميرة يافا التي أسرها  الغزاة من أشداق الغياب الذي يكتنف أساطيرنا الكنعانية المنهوبة والمجيرة لرواية المستبد المنتصر، فتحلم وهي قابعة في السجن مع أسرتها.. تتطلع للتحليق في المستقبل الفلسطيني كربان يقود السفينة إلى مشارف الأمان.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد