السيارات ذاتية القيادة .. الذكية

mainThumb

10-01-2018 10:14 PM

السوسنة – حياة حجاب -  يعد دخول التكنولوجيا للسيارات الأمر الأكثر شيوعا والأكثر تطورا مؤخرا ، لما يحمله هذا القطاع من مرونة ،  وسهولة تزويد أغلب قطع السيارات بشيء من التكنولوجيا ، وبدأ الأمر بدخول بعض القطع التكنولوجية القليلة إلى السيارات ،  ثم زاداد الأمر تطورا إلى أن وصلنا اخيرا الى السيارات الذكية .
 
 في عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي ، بدأت فعليا تجربة التصنيع والتعديل .  وكان أول إنتاج لسيارة ذكية ، عبر مشروع مشترك بين جامعة "كارنيجي ميلون" وشركة " أوتو لايف " ، اللتان أطلقتا سيارتهما في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي 1984م ،  ثم تبعتها  في عام 1986 شركة " مرسيدس بنز " ، بالتعاون والتعاقد مع عدة جامعات ومعاهد ومنتجي إلكترونيات ،  حتى وصلت إلى نموذج سيارة ذاتية  القيادة ،  وكان ذلك عبر إعادة هندسة سيارة فئة "w140 s " ،  التي قطعت مسافة   1678 كيلومتر ، في عام 1995 من كوبنهاجن الى ميونخ  وبأسلوب شبه ومستقل . 
 من هنا كانت الانطلاقة لمنظمات بحثية وشركات أخرى .
 
 أما بالتطرق لنظرة شركات السيارات اليوم فلم تعد السيارة وسيلة نقل فحسب ،  بل أصبحت أداة للترفيه والتقليل من التوتر الناتج  طوال اليوم ، وأسلوب للراحة والأمان في التنقل ، والحد من التلوث  أيضا .
 
 وبدخولنا إلى التقنية المستخدمة و المطروحة للاستخدام في السيارات نجد ما يسمى شبكة إنترنت الأشياء ،  التي تربط السيارات بعضها ببعض ، وتربط أيضا السيارات مع شبكة خاصة بمعلومات عن الطرق ، التي تقوم بدورها في تحديد المسار الأفضل للسيارة ،  والابتعاد عن الازدحام . 
 
 أما أجهزة الاستشعار والحساسات فتقوم بدورها بإعطاء خارطة ثلاثية الأبعاد ،  تحدد فيها معالم الطريق بمساعدة من أشعة الليزر ؛ التي تنطلق من السيارة وترتد لتحديد الأبعاد والمسافات بين السيارة والأجسام الأخرى  على الطريق ، واستكشاف المواقف القريبة أيضا .
 وزودت العجلات  بحساسات أخرى تعمل بالموجات فوق الصوتية ، التي تحدد للسيارة السيارات المجاورة ، وسرعتها ، والسيارات المتواجدة في المواقف أيضا .  وترسل عبر الكمبيوتر إشارات في حالة تواجد خطر،  يرسله الكمبيوتر بدوره إلى المكابح مباشرة ، حتى تستجيب بسرعة أكبر للمخاطر،  وتتخد القرار الأصوب لتفادي الحادث . 
 
 
  أما بالنسبة  لدمج السيارة مع الهاتف  الذكي ،  فقد كانت الريادة لشركتي جوجل وأبل ،  من خلال نظامي " أندرويد أوتو"  و " كار بلاي " ،  حيث يقوم هذان النظامان بالسيطرة على القيادة ، وشاشة السيارة ، و إضافة بعض أمور الترفيه  ،و تلقي الرسائل والإتصالات بشكل آمن من قبل مستخدم السيارة .
 
 جوجل تطور منذ سنوات سيارتها التي تساعد في مهمة القيادة الكاملة ، خاصة عند الازدحام ، وفي حالات الاصطفاف ، والحفاظ على المسار أثناء القيادة . 
 
 وكشفت نيسان عن سيارتها من فئة "آي دي أس" ذاتية القيادة .
 
 وكشفت "بي ام دبليو" عن سيارتها "  ذا فيجن نكست 100 ".
 
 وتعاقدت شركة مايكروسوفت مع تويوتا لإنتاج سيارات عبارة عن هواتف ذكية ضخمة ، يقوم السائق بالقيادة بمساعدة افتراضية تدله على أفضل المسارات والطرق .. الخ .
 
 و قامت مؤخرا شركه "جنرال موتورز" بتجربة نموذج سيارتها "شيفروليه بولت" .
 
 أما شركة " أوبر"  تستعد لاطلاق سيارتها التي تعمل بلا سائق تماما ،  وستكون سيارة الأجرة هذه مجانية لفترة ، ولا تجبر الشركة أحدا على استخدامها . 
 إن من أفضل إيجابيات السيارات ذاتية القيادة ، التقليل من نسبة الحوادث ،  والازدحامات في الشوارع الرئيسية ، وتقليل التلوث . 
 
 إلا أن أسعارها مرتفعة جدا نظرا لتكلفتها العالية ، وتجهيزاتها الذكية  . 
 
 وقد يتطلب استعمال هذه السيارات تطوير في قوانين السير ، و القيادة الذاتية والمسؤوليات المدنية  والجزائية . 
 
 وها هي السيارات الذكية تستعمل بنسب قليلة في كل من أوروبا ، وأمريكا ، واليابان ، ويتوقع بحلول عام 2025 ، أن تجتاح العالم أجمع ،  و يستغني لذلك عن السيارات التقليدية .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد